من المجالس
غينغريتش الخرف
الفلسطينيون شعب مخترَع، لا وإرهابيون بعد. بداية خائبة لحملته الانتخابية على كرسي الرئاسة في أميركا أطلقها المرشح الجمهوري ورئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش. ويبدو أن فكر السياسي الأميركي « المخضرم » صار « مخللاً » وذاكرته بدت عليها أعراض الزهايمر قبل أن تبدأ قافلة حملته الانتخابية في عبور الأراضي الأميركية، والطواف بفضاء الكرة الأرضية لإقناع الأميركيين والعالم بصلاحيته للإمساك بمفتاح القرار الدولي.
الفلسطينيون إرهابيون، هذه صفة تعودنا على سماعها من بعض الساسة الأميركيين حتى عندما كانت قنابل الفسفور المحرمة تنهال على رؤوس أطفالهم وتمزق شيبانهم وتسمم أراضيهم وتلوث مياههم. فهم إرهابيون لأنهم لا يستطيعون تنفيذ المخطط بخروجهم من أراضيهم وديارهم، لأنهم ببساطة لا يعرفون وطناً آخر غير فلسطين وإن تشتت بالكثير منهم السبل. أما إنهم شعب مخترَع فهذه براءة اختراع يبدو أن العجوز غينغريتش أراد أن يسجلها باسمه، وفاته أن صهاينة كثيرون سبقوه إليها قبل عشرات السنين عندما قالوا إن فلسطين أرض بلا شعب، واليهود شعب بلا أرض، ولكنهم اضطروا للرضوخ لحقائق التاريخ ومشوا مع فكرة الدولتين لشعبين، بمن فيهم عتاة « الليكود » الحاكم في « إسرائيل » وغلاته. الشعب الفلسطيني ليس بحاجة إلى اعتراف الساسة الأميركيين أو إقرار السياسة الأميركية، لأنه باختصار حقيقة تاريخية وواقع حاضر، والمطروح الآن رضوخ السياسة والساسة في واشنطن لحقيقة وجود الدولة الفلسطينية. وإذا نجحت أميركا في تأخير هذا الاعتراف فإنها بالتأكيد لن تستطيع أن تمنعه، لأنها لم تعد وحدها الرأس الذي يفكر ثم يقرر نيابة عن العالم أجمع، لذلك يبدو غينغريتش وفريقه المحافظ، الذي ينتظر ربيعاً أميركياً من نوع مختلف، لايزالون يعتقدون أن الشعب الأميركي هو ذلك الذي لايزال لا يسمع ولا يرى غير قنوات « فوكس »، ولا يقرأ إلا « نيويورك تايمز ».
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .