منكم السموحة
المقارنة الظالمة بين ميسي ونيمار
لا ننكر المستوى المتميز الذي يقدمه البرازيلي نيمار مع منتخب السامبا وناديه الحالي سانتوس، ونتذكر الوهلة الأولى التي ظهر بها هذا النجم اليافع عندما استدعاه مدرب منتخب بلاده مينيزس، في مباراة ودية أمام منتخب أميركا في الفترة التي سبقت المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا ،2010 لتبدأ قصة هذا الطفل المعجزة صاحب الـ19 عاماً مع العالمية، وتنطلق معها فجأة حملات المقارنة مع ليونيل ميسي الأسطورة الأرجنتينية المقبلة.
لكن هل وصل نيمار إلى المستوى الذي يؤهله ليكون خليفة للكرة البرازيلية في الأرض، ويحمل اسمها وسمعتها وتاريخها، ويملأ المكان الذي تركه بيليه وكارلوس البيرتو وزيكو وسقراط ودونغا وروماريو وبيبيتو وروبيرتو كارلوس وريفالدو ورونالدو ورونالدينيو، أم أن المسألة متعلقة فقط بإبراز أي نجم يسد الفراغ الذي تعانيه السامبا الغائبة تماماً عن مستواها والفاقدة بريقها في السنوات الـ10 الأخيرة، كمتطلبات للحرب « الباردة » الدائرة بين أكبر قوتين كرويتين في العالم «البرازيل والأرجنتين»؟
يصر الإعلام البرازيلي ومعه الأسطورة والجوهرة السوداء « بيليه » على الزج باسم نيمار ووضعه في الواجهة كلما سنحت الفرصة للمقارنة مع الأرجنتيني ميسي الذي يسلب عقول العالم حالياً بموهبته في محاورة المدافعين، ومواجهة حراس المرمى، وهز شباك أكبر الأندية والمرشح الأبرز لنيل جائزة أفضل لاعب في العالم التي ينافسه عليها زميله في برشلونه تشافي ونجم ريال مدريد رونالدو.
ويبدو أن بيليه المحرك الأول لهذه الحرب التي يشنها على غريمه الأرجنتيني الأسطورة دييغو مارادونا الذي انتظر طويلاً لإيجاد خليفة له يحمل اسم « التانغو » عالمياً قبل ان يعلنها « ميسي.. ميسي.. ميسي »، ويؤكد أن الفتى الكاتالوني هو من يستحق المقارنة بمارادونا صانع أمجاد واحد من أعظم المنتخبات العالمية في فترة الثمانينات.
ويتحدث مارادونا عن ميسي مؤمناً بقدرات هذا النجم ومحتضناً لموهبته كالأب الحاني على طفله، الأمر الذي استفز في نفس بيليه الشعور بالذنب وحفزه على تبني نيمار شخصيةً برازيليةً تقابل ميسي، ويتوقع لها المستقبل رغم أن هنالك من استهزأ بالبنية الجسمانية لـ« الفتى الصغير » وأكد استحالة ارتقائه الى سدة النجوم الكبار.
وأعتقد أن المقارنة مازالت مبكرة بين النجمين، لأن نيمار قبل أن يخرج من « البيضة » وطأ اسمه الإعلام الأوروبي وبات حديث الصحف والترشيحات للانتقال الى برشلونة وريال مدريد، من دون ان يحقق شيئاً يؤهله للخروج من البرازيل أو للاقتراب من مستوى ميسي، الذي يبلغ من العمر 24 عاماً وكافح وعانى حتى وصل الى هذا التميز والتألق والجماهيرية.
ويوم أمس في نهائي كأس العالم للأندية توجهت الأنظار الى ميسي وبرشلونة في مباراة غريمه المنتظر نيمار وناديه سانتوس، وشاهد العالم أكذوبة هذا النجم البرازيلي الذي لاقى مصيراً سيئاً بهزيمته مع فريقه بالأربعة، مثله مثل العديدين ممن تجرأوا على « ليو » وحاولوا الاقتراب من عرشه، واسألوا كريستيانو رونالدو.
http://twitter.com/#!/ahmad6663
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .