الله يرحم أيام زمان
ماذا استفدنا من الاحتراف؟ ومتى نرى بعض لاعبينا يحترفون خارج الدولة، مللنا من القيل والقال، أو ترديد أن دورينا أقوى الدوريات العربية، وهذا غير صحيح وليس له أساس من الصحة، لننظر إلى إدارة نادي الهلال السعودي، التي أطلقت سراح مهاجم الفريق ياسر القحطاني لمصلحة نادي العين، بعد أن رأت أن رحيله مفيد، على الرغم من أهميته الجماهيرية وتاريخه وصغر سنه، إلا أن الإدارة الهلالية فكرت بعقلانية عكس ما نراه عندنا من التمسك بالنجوم.
العاطفة أنستنا أن نقف للقراءة الفنية لواقع الدوري الإماراتي، الذي تنقذه البهارات الجماهيرية القليلة والإعلاميه فقط، بينما داخل الملعب لا نجد سوى الفوضى والتمريرات الخاطئة والاحتجاجات وتضييع الوقت ومزاجية بعض اللاعبين.
حكاية من حكايات التاريخ، سيرويها مشجعو برشلونة للأبناء والأجيال القادمة، برشلونة المتعة والاستمتاع، أعتقد أن البارسا الآن لا يمكن هزيمته بسهولة، إنه فريق نجوم، ويعتمد على مدرب كبير «غوارديولا»، ففي لعبهم نجد أن الكرة هي التي تجري وليس اللاعبون، كما أنهم يتحركون وينتشرون في الملعب من دون مراعاة لحجم الخصوم الذين أمامهم، وهذا ما سهّل مهمتم أمام ريال مدريد.
قديماً كانت كرة القدم متعة، كان اللاعب يمارسها هواية يقدم من خلالها المتعة لنفسه.. وللجماهير.. والآن اختلفت الصورة تماماً وأصبحت كرة القدم مهنة وتجارة واحترافاً والفارق بين الهواية والاحتراف هو فارق الأخذ والعطاء نفسه.. لأن الهاوي يعطي بلا مقابل والمحترف كل همه الفلوس.. فما بالك إن أصبحت ملايين!! «الله يرحم أيام زمان».
اللهم لا حسد، نسمع عن لاعب إماراتي مقدار راتبه الشهري 300 ألف درهم كاملة، رغم أنه لا يحمل حتى الثانوية العامة ولا يجيد سوى ركل الكرة بقدمه أو برأسه. في المقابل، بعض الأندية تراكمت عليها الديون وتأخرت رواتب اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، والوضع القائم يحتاج إلى إعادة دراسة سلم الرواتب والعقود الخيالية التي ضيّعت بعض لاعبينا.
مساكين الصحافيون، فهم يتعبون ويجتهدون ويسهرون الليل في ملاحقة الخبر، ليصل إلى القارئ في الصباح الباكر، وعندما تكون هناك جزئية لا تعجب قارئ الخبر أو الموضوع، يقول لصاحبه «يا ريال فكك كلام جرايد».
مساكين المدربون المواطنون في المراحل السنية كفاءة، تكتيك عالٍ، نصائح، لكن للأسف يأتي عضو مجلس إدارة يقول نريد مدرباً أجنبياً.
نسمع عن أسماء سترشح نفسها لعضوية الاتحاد، والسؤال: ما تاريخك الرياضي؟ ما مؤهلاتك التعليمية؟ وهل أنت مع المصالح الشخصية ولعبة من تحت الطاولة؟ أسماء معروفة، لكن مع الأيام سيعرفها الشارع الرياضي.
إنهاء عقود المدربين ظاهرة في الدوري، وهي ظاهرة خطيرة وإهدارللمال العام من دون حسيب ولا رقيب، ولابد من تدخل الشخصيات لوقف هذه المهزلة وإعفاء بعض رؤوساء الأندية من مناصبهم.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .