كل يوم
لا نحتاج إلى عرض الإنجازات!
لا أعتقد أن فكرة إقامة معرض مختص لعرض إنجازات دوائر حكومة دبي كانت صائبة، مع تقديرنا واحترامنا لجميع الإخوة المنظمين للمعرض، الذين بذلوا جهداً جيداً في التنظيم والتنسيق بين الدوائر لإخراج المعرض شكلياً بصورة جيدة.
عرض الإنجازات فكرة نرجسية لم نعتدها في دبي، فالسياسة العامة هنا دائماً ما تؤيد العمل والإبداع من أجل مصلحة وراحة العميل، ومن أجل ذلك أبدعت دوائر دبي وتنافست بشدة في ما بينها لتطوير الخدمات وتحديثها كسباً لإرضاء عملائها، حتى أصبح ذلك التنافس سياسة عامة يسير عليها الجميع، لذلك فنحن نعتبر هذه الأفكار الإبداعية التي تحولت إلى خطوات عملية على أرض الواقع، هي جزء لا يتجزأ من الواجبات الوظيفية للموظف والمسؤول ومن ثم الدائرة، والواجب لا يفترض أن يتحول الى مجال للعرض والتفاخر والوقوف ساعات وأياماً أمام جناح لاستعراضه تحت اسم إنجازات!
والأهم من ذلك، أنه من البديهي جداً أن يكون لكل معرض مقام في مركز دبي التجاري أو غيره جمهور مستهدف، فمعرض الوظائف مثلاً يستقطب الشباب الباحثين عن عمل، و«جيتكس» يستقطب شركات العالم ومزودي الخدمات الإنترنتية والإلكترونية، للتوفيق بين البائع والمشتري، وغيرهما من المعارض، جميعها تستهدف فئة من البشر داخلياً وخارجياً، فمن كان الجمهور المستهدف لمعرض إنجازات دوائر حكومة دبي؟ شخصياً لم أشاهد سوى موظفي الدوائر المحلية، ولم يكن هناك زوار من خارج هذا النطاق، فهل كان هدف المعرض عرض إنجازات الدوائر لموظفي الدوائر فقط؟ شيء غريب حقاً، فالموظفون والمسؤولون شاهدوا تلك « الإنجازات » عشرات المرات، ولا جديد فيها بالنسبة لهم إطلاقاً!
إضافة إلى ذلك، فالمعرض جاء بعد أشهر قليلة من اختتام معرض «جيتكس» الشهير، الذي أقيم في قاعة تبعد أمتاراً قليلة عن القاعة ذاتها التي استوعبت إنجازات الدوائر، وخلال «جيتكس» شاركت دوائر دبي جميعها، تحت سقف واحد، لعرض أحدث خدماتها، ويعني ذلك أنها استعرضت أهم إنجازاتها التقنية ضمن المعرض، وهي الإنجازات ذاتها أو على أقل تقدير معظمها التي عرضت خلال معرض إنجازات دوائر دبي، فما الحكمة من تكرار عرض الإنجازات في المكان ذاته خلال فترة زمنية قريبة، مع تغيير القاعة فقط لا غير!
مع الاحترام لجميع من أسهم في المعرض، إلا أنه لم يأت بجديد أبداً، وفكرته غير محببة، فنحن لا نحتاج إلى الاستعراضات بقدر ما نحتاج إلى العمل، ومع الاحترام للجميع فنحن لم نكن بحاجة إلى معرض للإنجازات، بل يفترض أن نترك إنجازاتنا تتحدث عن نفسها.
لم نكن بحاجة إلى المعرض، ولم يستفد أحد من تنظيمه، وكان يمكن الاستعاضة عنه بمعرض صغير للفائزين بجوائز برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز على هامش الاحتفال الذي تقيمه دبي للاحتفاء بالمتميزين، لا نحتاج الآن وبعد هذا التطور في الخدمات، والنمو الكبير في الأفكار والأعمال إلى أن ننمي ونكرس ثقافة الاستعراض والتباهي التي كان تجاهلها واحداً من أهم أسباب التطور في دبي.
http://twitter.com/#!/samialreyami
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .