من المجالس
هل ننقرض؟
نمو المجتمع الإماراتي أصبح ضعيفاً، والسبب تراجع خصوبة المرأة الإماراتية. أما أسباب تراجع هذه الخصوبة من 4.4٪ إلى 2.3٪ بين عامي 1990 و،2007 فهي، حسب المختصين، تعليمية (ارتفاع معدلات التعلم)، اقتصادية (عمل المرأة)، واجتماعية (تأخير سن الزواج). وربما كانت هناك أسباب ثانوية أخرى تصب في ما سبق، بينما لم تتم الإشارة إلى أسباب صحية في أوساط الإماراتيات المتزوجات حديثاً خلال السنوات الـ10 الماضية أدت إلى تزايد عدد حالات العقم لديهن.
ومع ذلك، فإن ما قيل من أسباب مفترضة ليس بجديد، فقد تم طرحه من قبل في وسائل الإعلام على لسان المختصين، وما تقدمه الجهات الصحية في الدولة من دراسات وتقارير. وعلى الرغم من تكرار التحذيرات من هذا التآكل في حجم المكون الإماراتي في مجتمع الإمارات، فإن الموضوع لايزال يراوح في دائرة إثارة المشكلة من دون أن يشير إلى وجود تحرك عملي مبني على خطط علمية وبرامج واقعية، تبدأ عملية « الهجوم المضاد » لوقف التراجع في خصوبة بنات الإمارات. فبينما الواقع السكاني في الدولة في توسع وزيادة مطردة تتراجع نسبة المواطن في هذا المشهد، ويتراجع عدد المواليد الإماراتيين مقابل زيادة متواصلة في عدد غير المواطنين في خطين متوازيين، خط المواليد في الداخل، وخط الاستقدام من الخارج، وهو مؤشر على الرغم من خطورته يبدو كأن العيون ألفته، والآذان تعودت على سماع أرقامه، ولحقتهما النفوس إلى مستوى التبلد! يقال: « إذا عرف السبب بطل العجب »، وقد صارت الأسباب، كما هو معلن، معروفة، ومع ذلك لايزال العجب لم يغادر الرؤوس، ولايزال مؤشر الخصوبة لدى الإماراتية في هبوط، وسط عجز جميع الجهات المعنية عن وقفه، على أقل تقدير.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .