شروط منحة الزواج (2)
نواصل من حيث انتهينا أمس، حول الشروط والضوابط التي وضعها صندوق الزواج للحصول على منحة الزواج، ومن هذه الشروط «أن يكون طالب المنحة ملتحقاً بعمل»، وقد يكون اشتراط الوظيفة من باب الحرص على ضمان تمتع الزوج بدخل ثابت، يضمن استقراره الأسري مع عروسه، وأعلم أن هذا الموضوع خضع للمناقشة المستفيضة داخل مجلس إدارة «الصندوق»، ولكن أحسب أن اشتراط الالتحاق بعمل، دون النظر إلى مصادر أخرى للدخل لم ينصف العديد من الشباب، الذين بلغوا سن الزواج ويرغبون في تحصين أنفسهم وتحمل مسؤولية بناء أسرة، خصوصا الشباب الحاصلين على بعثات دراسية، داخل الدولة وخارجها، ويتقاضون مكافآت مالية شهرية ربما تكفي للصرف على عائلة حديثة التكوين، بل قد تكون سببا لتعويدهم على الصرف بعقلانية ونبذ الميول الاستهلاكية.
لاشك في أن «الصندوق» تلقى العديد من طلبات هؤلاء الشباب، وبحكم لوائح الشروط لم يستطع مساعدتهم، فأدى ذلك إلى تأجيل بعض الشباب مشروع الزواج، وصرف آخرون النظر تماماً إلى أجل غير مسمى، وربما انصرف غيرهم للتفكير في الزواج من خارج الدولة، بينما مضى البعض في تنفيذ مشروع الزواج فأحالوا كل الحمل إلى ظهور آبائهم، المثقلة أصلا بالكثير من الأحمال الأخرى.
المنحة ليست قرضا يتطلب وجود راتب شهري، وجهة عمل تضمن الحاصل عليها، وبالتالي فلا التزامات مادية على متلقي المنحة تجاه الجهة المانحة، وإنما هناك التزامات أدبية واجتماعية هي أهم وأسمى مقاصد صندوق الزواج، ولا أحسب أن الحصول على المنحة يمكن أن يكون سببا في تقاعس المستفيد عن الانخراط في العمل بعد التخرج، وإلا فلا داعي لأن يصرف هذا الشاب سنين من عمره في الدراسة، ليجلس بعدها على رصيف البطالة، يشكو الإفلاس بعد أن تنقطع عنه مكافأة البعثة الدراسية.
الموضوع بحاجة إلى مراجعة، نتمنى من صندوق الزواج أن يفتح ملفها من جديد.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .