منكم السموحة

بيبي «الكريه» ومورينيو «الحاقد»

أحمد أبو الشايب

أمام أعين الملايين ممن تابعوا لقاء الكلاسيكو العالمي بين ريال مدريد وبرشلونة، شاهد العالم ما قام به لاعب الفريق الملكي «الكريه» بيبي، بعدما دعس متعمداً بكعب قدمه يد الموهبة المتقدة ميسي، بهدف إلحاق الضرر بهذا الفتى الذهبي، الذي وهب نفسه لامتاع الجماهير بفنون كرة القدم الساحرة، وأطربنا وصفقنا له ولتمريراته الذكية وتسديداته في الزوايا الموجعة للشباك والحراس والفرق المنافسة، وزرع الرعب في قلوب المدافعين والمدربين، وسرق النوم من أعينهم لحظة التفكير في مواجهة «البرسا».

ماذا تريد يا بيبي؟ هل يؤلمك وجود ميسي في الملعب؟ وهل تعترف أنت ومن دفعك إلى هذا العمل، بعجزكما عن محاصرة هذه الحشرة المقلقة، فقررت دعسها بقدمك، على أمل ان تقطع خبرها ولا تعود مجدداً الى مضايقتك، وأنت تمارس موهبتك المفضلة في كسر كل من تسوّل له نفسه من مهاجمي برشلونة الاقتراب من شباك حبيبك كاسياس، ام أنك نفثت زفير الحقد الذي بداخلك، فخرج مع أنفاسك بطريقة عفوية عبّرت عما زرعه فيك معلمك مورينيو؟

أي تصرف هذا الذي قمت به، ثم خرجت تطالب ميسي بأن يفهمك بطريقة صحيحة، لأنك لم تكن تقصد هذا، ثم أكمل مدربك «ميو» الأكذوبة، وقال إنه لم يشاهد ما فعله بيبي، مؤكداً انه سيتخذ اجراء ضده إذا ثبت ذلك، بعد مراجعة شريط المباراة الذي بثته قناة الجزيرة، وأعادت اللقطة «مشكورة» عشرات المرات، حتى يقتنع جمهور ريال مدريد بحقيقة ما يحدث في كواليس أهم مباراة على وجه الكرة الأرضية في بداية عام ،2012 ومدى معاناة لاعبي برشلونة في سبيل تدوين اسمهم في تاريخ الفائزين على النادي الملكي.

بالفعل ضحكت كثيراً عندما سمعت توعد مورينيو لمدافعه بيبي وهو -أي مورينيو- بالأمس قام بفعل أفظع، عندما وضع اصبعه في عين تيتو فيلانوفا مساعد مدرب برشلونة غوارديولا، ورفض حتى فكرة الاعتذار، فكيف سيقوم اليوم بمحاسبة بيبي؟ «ففاقد الشيء لا يعطيه يا عبقرينيو»، ارحم نفسك وجمهورك، وتعلم من تواضع ميسي الذي حاولت دعسه، وهو يؤكد أنه سيتجاوز الأمر، ولن يقوم برفع دعوى ضد بيبي، وأدعوك ايضاً يا «ميو» إلى مراجعة تصريحات فتى برشلونة بعد نيله جائزة افضل لاعب في العالم، وقيامه بترشيح ابنك المدلل كريستيانو رونالدو ومجموعة من اللاعبين من ضمنهم ايضاً لاعبك المفضل كريم بنزيمة للفوز بالجائزة العام المقبل، رغم علمه بقدرته على الاحتفاظ بالكرة الذهبية لخمس سنوات مقبلة، حسب ترشيحات وإجماع من النقاد والمحللين.

مثل هذه التصرفات لن تجدي نفعاً يا بيبي ويا مورينيو، وستفقد ريال مدريد سمعته ومكانته في العالم وشعبيته الموازية لبرشلونة، كما ستدفعنا إلى مراجعة انفسنا قبل ان نشاهد الكلاسيكو مرة أخرى، وبجوارنا ابناؤنا وأطفالنا، ونحن نحفزهم على ممارسة كرة القدم كرياضة، والاقتداء بنجومها أصحاب القدوة الحسنة والأخلاق والثقافة، وليس العكس.. ففوزا إن استطعتما بمجهودكما وبتنافسكما الشريف في الملعب، لا بالأحقاد والألاعيب في الكواليس وبعيداً عن الكاميرات.

http://twitter.com/#!/ahmad6663
 

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر