محاولة اغتصاب فاشلة..
محاولة اغتصاب، في منطقة غير مأهولة، ليست جريمة منظمة، وإنما جريمة لحظية، شخص شاهد امرأة تمارس الرياضة في منطقة مظلمة، فقرر في لحظة أن يغتصبها، وباءت محاولته بالفشل، أمر يحدث كل يوم وكل ليلة في معظم مدن العالم، ولو ركزنا على الأوروبية منها سنجد الأرقام مذهلة، ومع ذلك يتم تضخيم الأمر، لأن ذلك حدث في دبي.
حدوث جريمة، لا يقلل أبداً من شأن المدينة ولا الدولة، ولا توجد دولة في العالم لم تُسجّل بها جريمة، ربما لم يحدث ذلك في جميع العصور، ومع ذلك فما قامت به شرطة دبي عمل احترافي ورائع، ليس ذلك مدحاً بل حقيقة تؤكدها تفاصيل واقعة محاولة الاغتصاب، التي أعلن عنها قائد عام شرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، بعد أن تمكنت الشرطة من القبض على المتهم.
لم تكن هناك أية خيوط، ولا معلومات، ولا كاميرات تصوير، كل ما تعرفه الضحية أنه شخص آسيوي، يلبس ملابس آسيوية تميزه، ضخم الجثة «عريض المنكبين»، وهل يستطيع البريطانيون تخيل كيف يمكن أن تبحث عن آسيوي في الإمارات، إنها مهمة أصعب من حساب عدد حبات الطحين في مخازن جمعية الاتحاد، أو من عبور الأطلسي في «جالبوت»، ومع ذلك تم إلقاء القبض عليه في أقل من أسبوع.
هذا هو الإنجاز بعينه، وهذا هو مؤشر الأمن والأمان في دولة الإمارات، لا يمكن منع الجريمة، مخطئ وواهم من يعتقد ذلك، لكن لا يمكن للمجرم أن يهرب بجريمته، وهذا هو الأهم، وهذه هي مؤشرات القوة الشرطية.
آلاف من حالات الاغتصاب الفعلي، وليست مجرد محاولات، تحدث في بريطانيا، ولا يتم القبض في أحيان كثيرة على مرتكبيها، ومع ذلك توضع الأمور في نصاب مختلف، فأحياناً يتحدثون عن أمراض تجب معالجتها، وأحياناً يعتبرون المغتصب ضحية في حد ذاته، ويبحثون في سيكلوجيته، ولا أحد يتحدث عن الحكومة أو الشرطة، بينما تقوم الدنيا ولا تقعد، لأن بريطانية تعرضت لمحاولة اغتصاب في دبي، طبعاً لا نبرر الفعل، ولا ندافع عنه، فالمجرم يستحق أقصى العقوبة، ولكن نطالب فقط بوضع الأمور في نصابها الصحيح، والنصاب الصحيح يثبت أن حالات الاغتصاب في دبي لا تعد ولا تذكر، فهي وفقاً لإحصاءات شرطة دبي 15 حالة فقط، خلال العام الماضي وبمقارنتها بعدد السكان فإنها تشكل 0.004 حالة لكل 100 ألف.
إنها محاولات مكشوفة لاستغلال مثل هذه الحوادث وتضخيمها إعلامياً بهدف واضح، وبسوء نية، فكل نجاح لنا هو فشل لهم، ولا أعتقد أبداً، أن نجاح الإمارات بشكل عام في إثبات جدارتها واحدةً من أهم دول العالم على خريطة السياحة العالمية يسعد كثيرين، وبالتالي فهناك 100 مصلحة ومصلحة للنيل من سمعة الإمارات ونموها الاقتصادي والسياحي، وهذه أمور واضحة يجب ألا ترعبنا، ويجب ألا يهتم بها المسؤولون، وألا يقلقوا أبداً من هجماتهم الإعلامية، وعلينا أن نضع الأمور في ميزانها الصحيح، من دون الالتفات إلى أية ضغوط ندرك تماماً مصدرها وأهدافها، والأمر كله لا يتعدى محاولة اغتصاب فاشلة، ومجرماً تحت يد القانون.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .