الربيع الدولي.. متى؟
تركيبة النظام الدولي تقوم على نظام هرمي تعلوه حكومة أو سلطة عليا (مجلس الأمن الدولي) يهيمن فيه خمسة أعضاء فقط، من بين أكثر من 200 عضو، على المناصب «السيادية» فيها، وتترك بقية الحقائب الخالية من أي سلطة لبقية الدول تتناوب عليها حسب مكانها على سلم الحروف الأبجدية. وجمعية عمومية تمثل كل الدول الأعضاء ولكن بلا سلطة ولا قدرة على اتخاذ قرار يتجاوز حدود التوصية غير الملزمة، وإن فاز بكل أصوات الأعضاء. ثم منظمات تدور في فلك أصحاب المناصب السيادية، فلا تحل ولا تربط إلا بإذن منها وقبول.
باختصار.. يمثل النظام الدولي أنموذجاً صارخاً لدول الاستبداد التي يسيرها القهر ويديرها الفساد ويحكمها الطاغوت. ولكن يزيد عليها بتبادل دور الطاغوت في لعبة سمجة للكراسي أصبحت تطلب بإلحاح ربيعاً يستحضر انفجار الأغلبية المقهورة من الشعوب في حركة عالمية تواجه عولمة الاستبداد التي تمثلها الأمم المتحدة بمجلس أمنها المستبد وجمعيتها المعاقة ومنظماتها المنحازة. لعبة تبادل الكراسي تتم عبر تبادل استخدام «الفيتو» الذي سمّوه حقاً فرضوا من خلاله سطوتهم وسيطرتهم على كل دول العالم. مرة يكون «الفيتو» حقاً للأميركان عندما تكون «إسرائيل» طرفاً معتدياً يجب أن ينجو من العقاب، ومرة أخرى يكون فيها الدور لروسيا والصين لمنع قرار دولي ضد جرائم الإبادة في سورية لأنه لم يلب أطماعهما ولم يحفظ مصالحهما في صفقة بيع النظام السوري المستبد.
حالة كاريكاتيرية مبكية أصبحت تلح بضرورة هبوب صيف ساخن يختصر الربيع ويتعدى نسائمه اللطيفة. وربما تكون أزمة المال المتسلط التي تضرب أركان سلطات المصالح المتوحشة في العالم، بداية لقدوم ذلك الربيع أو هبوب الصيف.. ولو بعد حين.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .