هل اقترب رحيلك مارادونا؟

في البداية أعتبر تعاقد الوصل مع مارادونا أفضل صفقة في تاريخ الأندية الإماراتية على الإطلاق، لأن الأسطورة أعطى بالفعل لمنافسات دوري المحترفين لوناً وطعماً وبريقاً خاصاً، وزاد من سخونة وإثارة المباريات بتصريحاته وحركاته التي تلاحقها أعين المتفرجين وكاميرات المصورين، كما شد أنظار الرياضيين وغير الرياضيين محليا وعربيا وعالميا، ورفع من نسبة الحضور الجماهيري في المدرجات التي تشهد حالياً وجوداً من جنسيات مختلفة معظمها حضر فقط لمشاهدة «دييغو» والتقاط الصور معه.

أسرد هذه البداية حتى لا يصنفني أحد بأنني من «حزب الحاسدين» لصفقة الوصل مع مارادونا، بل على العكس أؤيدها جملة وتفصيلاً، لأنني من محبي مارادونا لاعبا وحتى مدربا عندما قاد الأرجنتين للتأهل الى نهائيات كأس العالم ،2010 ومازلت مقتنعاً بأن خروجه على يد ألمانيا من الدور ربع النهائي في المونديال كان بسبب رغبته في اللعب بالطريقة الفطرية الممتعة التي تعوّد عليها، وتعتمد على الاداء الهجومي المفتوح، لكنه دفع الثمن بتلقي أربعة أهداف.

المهم، من خلال متابعة العلاقة الحميمية بين الوصل ومارادونا منذ بداية الموسم، شعرنا بالتحول بين الطرفين في الأيام الاخيرة، وظهور نبرة غريبة في تصريحات الجانبين لم نعتدها دفعتنا الى التساؤل: هل انتهى الحب والغرام بينهما وبدأت مرحلة الرحيل؟

في الأيام الماضية أصدر الوصل بيانا دقيقا أكد فيه حرصه على مصلحة المنتخب الوطني إذا رغب في التعاقد مع مارادونا، لكنه تمنى ألا يفسر الكلام على أنه دليل لرغبة التخلي عن الأسطورة، ثم خرج المدرب الأرجنتيني بعدها ليهدد بترك الفهود إذا لم تستجب الإدارة لطلبه في التعاقد مع أسماء لامعة، وأنه لا يمكنه العمل في وجود ميزانية صغيرة، مؤكداً أن هنالك أشخاصاً لا يقومون بعملهم عليهم الرحيل. ثم قال أخيراً: من رأى منكم رئيس مجلس إدارة الوصل مروان بن بيات فليخبره أن مارادونا يريد التحدث معه، وهو ما فُسّر بأنه يرغب في طلب مكافأة مالية للاعبين.

فهل هذه التصريحات عادية تندرج ضمن جملة ما يردده مارادونا أم تخفي خلفها احتمال انتهاء العلاقة بين الطرفين في القريب العاجل؟

وإذا كان الاحتمال الأخير هو الأقوى، فكيف سيقع هذا الخبر على مسامع العالم، وهل سيصبح أهم حدث رياضي على وجه الكرة الأرضية، يحتل أغلفة الصحف والمجلات العالمية ويتصدر النشرات الرياضية في أهم القنوات الفضائية؟ وسيعقبه موجة من التحليلات عن الحضن الدافئ الذي سيضم هذه الموهبة التي شغلت العالم، وهل سيصبح مدرباً لمنتخب الإمارات أم لأحد الأندية المحلية المنافسة؟ أم سيذهب الى قطر او إحدى دول الخليج؟ أم يعود إلى مسقط رأسه، أو ربما نُصعق بقبوله مهمة تدريب المنتخب الانجليزي.

بصراحة أخاف من ذلك اليوم الذي سيفقد فيه الوصل مارادونا، وأتمنى أن إحساسي ليس في مكانه، لأننا لا نريد العودة بالدوري الى الوراء وإلى ما كان عليه في الموسم الماضي.

http://twitter.com/#!/ahmad6663
 

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة