5 دقائق

(أنا وطوني..!)

عبدالله الشويخ

أرجوكم لا تفسروا حديثي على أنه عنصري أو طائفي أو فئوي، فعلاقتي بطوني علاقة حميمة وقديمة، ولا يمكن لأحد أن «يضرب» إسفيناً بيننا أبداً، خصوصاً أن اسمه «طوني»، وهو لكل من درس أو عمل أو تعامل أو حتى «تعاطى» الإعلام ذات يوم اسم رئيس في مجال الإعلام، فهناك دائماً «طوني» يقدم برنامجاً ما، وهناك دائماً «طوني» ما يقف خلف إحدى الكاميرات، وفي غرفة الـ«برودكشن» لابد من وجود «طوني» آخر بطلّته الجميلة يمضغ قطعة من اللادن (العلكة بالفصحى)، وأمامه أحد الأجهزة التي لا نتعامل معها من باب «رحم الله امرأً عرف قدر نفسه»، ويضع في أذنيه سماعات جهاز ما يستمع منه لإيقعات صاخبة لتساعده على التركيز! وهناك «طوني» في كل مطبعة وكل دار نشر وكل مؤسسة تعمل في مجال دعاية أو إعلام.

أحب طوني كثيراً، أحب عشقه الكبير لبلده الأم (لبنين)، فعندما أجلس مع طوني يمكنني انتقاد أي شيء وكل شيء، فهو «مربى» على قبول الرأي والرأي الآخر، فأمامه يمكنني انتقاد أي تصرف وأي شخص وأي فكر وأي رمز، سواء كان في بلاده أو في بلاده بالطبع! كما يمكنني انتقاد «خيي جاد شويري وخيتي اليسا» وأي «أخ» أو «أخت» حتى انتقاد «الدلاي لاما» نفسه، فطوني يتقبل أي انتقاد بصدر رحب، إلا أن ما لا يمكن لطوني أن يغفره لي هو أن أتجرأ واستسيغ سماع «غنيه» لفتى الساحل صباحاً عوضاً عن سماع فيروز، فهذه «مانا حلوي» بحق لبنان! أحب طوني وأحب عباراته المدلله (تأبرني، بتمون، كيف لكان، شو عليه)، التي تنسيني الموسيقى المزعجة لعبارات (غربلك الله، والعثره، واللقعه، وينك يالطفس، والخييييبه)، تخيل كيف سيكون يومك وكلمة (والخيييبه) هي أول ما سمعته صباحاً!

علاقتي بطوني ليس لها مثيل، أنا أكتب وطوني يسوق لي كتاباتي، إلا أنه - والحق يقال - لا يقصر، فغالباً ما يتذكرني «بسهرة» أو بكيلو «حلو» وهو عائد من إجازاته الطويلة في أستراليا، حيث يجب على كل «طوني» أن يقدم أوراق اعتماده في القارة البعيدة، لكنه غالباً ما يبقى هنا! أنا أغني وطوني يسوق لي الأغنيات، ثم يمنحني «قرصاً ممغنطاً» جميلاً عليه صورتي وخلفية تمثل صحرائي الحبيبة، وهو لا يحاسبني عليه، والحق يقال، بل يفرط في كرمه ويذيّل غلاف القرص بتلك العبارة المحببة «مع تحياتي لإلك... طوني»، أرسم وطوني يبيع، ابني وطوني يسمسر! لا أحد يمكنه أن يجعل علاقتي بطوني تتوتر مهما حاول، فأنا أتفهم قرارات الإدارة بإرسال طوني إلى فرنسا قبلي، فهو يتقن الفرنسية، وأتفهم أن يلقي النشرة الرئيسة قبلي، فهو - والحق يقال - أجمل مني بعينيه الخضراوين، وأنا لا أطالب بمساواة راتبي براتبه، فمصاريفه كثيرة، ودائماً ما يشكو لي من «الجيب تاعيتو»، لكن ما يغيظني في الأمر أن «أم شيلة» إياها إذا طلبت منه أمراً ورد عليها: من عيوني، قالت له: تسلم عيونك، وعندما طلبت مني ذات الطلب وقلت لها: من عيوني، قالت لي: خلهن حق حرمتك يا مسوّد الويه!

ولك طوني... شو الي صاير هوني!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر