ملح وسكر

يوسف الأحمد

** ليتها كانت البداية مثلما كانت النهاية في ملعب محمد بن زايد، فكل من تابع وشاهد لقاء منتخبنا ضد نظيره اللبناني تحسر وتندّم على ما تم إضاعته في بداية التصفيات، إذ تغير المشهد وانقلبت الصورة، وشتان بين الانطلاقة المتعثرة والنهاية الموفقة، فمتغيرات كثيرة طرأت على خطوط منتخبنا، ظهر من خلالها بعض العناصر الجديدة وتغير الأسلوب والتكتيك، بل إن الروح عادت للظهور من جديد، وهي أحد أسلحتنا المعروفة، بخلاف الالتزام والانضباط الذي كان عليه اللاعبون في معظم فترات اللقاء، وهي السمة الغالبة على الشكل العام للمنتخب.

لذلك كانت عودة الثقة إلى لاعبينا هي أهم المكاسب، كي تكون منها الانطلاقة نحو المستقبل، إذ يفترض أن نكون قد استفدنا من دروس هذه الأخطاء التي وقعنا فيها، نعم الفوز جاء شرفيا، لكنه قد يكون مهماً في جانب آخر من أجل أن نخرج من هذه التصفيات ولدينا رصيد من النقاط على أقل تقدير، بعد أن تذيلنا قاع الترتيب، لتكون هذه المشاركة الأسوأ في تاريخ مشاركات المنتخب في هذه التصفيات!

** استوقفني تصريحان مهمان خلال هذا الأسبوع، الأول خص المدرب الروماني كوزمين، والثاني خرج على لسان مارادونا مدرب الوصل. فالروماني قال بعد نهاية لقائه أمام الوحدة، إنه كان يعلم أن الوصل سيفوز على الجزيرة، وإنه دخل مباراته مع الوحدة من أجل الإعداد والتحضير لمباريات الدوري، مع أن ما شاهدناه عكس ما قاله من استماتة وقتال من لاعبي البنفسج لتحقيق الفوز، بالإضافة إلى حرص المدرب على الفوز من خلال الأسلوب والتكتيك اللذين انتهجهما.

وفي الوقت نفسه دخل الجزيرة ملعب الشامخة بكامل صفوفه، وظهرت رغبته الجادة في تحقيق الفوز رغم صعوده، فمن أين نزل الإلهام على كوزمين ليجعله متأكداً من فوز الوصل على الجزيرة، وهو الذي كان متأخراً حتى الربع الساعة الأخير من المباراة.

أما تصريح مارادونا فهو الأغرب، حينما قال إنه متعاطف مع القضية الفلسطينية، فهي تهمه مثلما تهم الفلسطينيين الذين يحبهم، «ليرضى من يرضى ويزعل من يزعل» على حد قوله، في الوقت الذي لم ينس العالم بأكلمه، حينما زار فلسطين وارتدى القلنسوة اليهودية، وذهب عند حائط المبكى، وتباكى على «قتلى إسرائيل».

بصراحة لا أملك من القول لكوزمين ومارادونا غير «ودي أصدقكم.. بس قوية وايد»!

** التربيطات التي بدأت وتيرتها تشتعل وتزداد خلف الكواليس لمرحلة الانتخابات المقبلة لاتحاد كرة القدم، تؤكد أن هناك أسماء ووجوهاً ستدور بينها الكراسي، من خلال تبادل المصلحة والمنفعة المشتركة، فهذا واقع طبيعي لا يمكن نكرانه أو التجرد منه، لكن المشكلة هي التوليفة التي ستخرج منها وقدرتها على التمازج والتفاهم في ما بينها، كي تتوحد آراؤها وتوجهاتها من أجل المصلحة العامة.

الوسط الرياضي ينتظر العضو الذي بإمكانه عمل إضافة وتطوير للعمل الكروي من خلال نزوله إلى الميدان وتفاعله مع قضايا الساحة الكروية، إذ إنها لا تحتاج إلى عضو الكرسي والمظهر، الذي يتسابق مع زميله الآخر إلى الظهور على الصفحات والشاشات المرئية، فهي تحتاج إلى الكفاءة والخبرة القادرة على المحافظة على المكتسبات الحالية، ثم انتشال المنتخب الأول وإنقاذه، بعد أن شبعنا وعودا وأحلاما مزيفة!

ya300@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر