مزاح.. ورماح
«صبلي شاي خفيف!»
كان أجدادنا يقولون «نشّم العربي وخذ بشته» بمعنى أن تثير النخوة في شخصية العربي الأصيلة ثم اطلب منه ما شئت فلن يردك عندها وستحصل منه على ماتريد.
رائعة هي تلك العبارة الجميلة التي لا تراها في أي ورقة مخالفة عربية إلا في أوراق مخالفات شرطة دبي، حيث ترى خطاً مطبوعاً جميلاً في ظهر المخالفة يقول: «للمخالف حق الاعتراض على المخالفة» صحيح أنك في النهاية ستدفع أو.. ستدفع، إلا أن الحقيقة هي أن العبارة تشعرك بشيء من قيمتك الحضارية وأن لك رأياً ولك الحق في قوله.
هذا الأمر كان يشجعني بشكل يومي على محاولة العثور على فجوة يمكنني منها الاعتراض على ذلك الشرطي الذي يترصد السيارات المارة على طريق دبي ـ الشارقة بجوار «الملا بلازا»، حيث أصبحت زبوناً شبه دائم لديه، وهو بدوره يغير التكتيك في كل مرة قبل أن «يزخني»، فمرة يترك سيارته ويختبئ خلف السيارات المقابلة، وبمجرد عبوري الخط الأصفر يخرج من اللامكان ليحرر المخالفة، وتارة يبتسم لي بود فأفهم أنها إشارة منه «لأعدي» فـ«أعدي» فيخالفني، وتارة يمثل أنه يخالف شخصاً آخر فأتسلل ببطء فيستدير فجأة ويؤشر إلي.. بالطبع غالباً ما يستخدم سياسة «خذ اثنين والثالثة مجاناً» فمع تجاوز الخط الأصفر وعدم لبس حزام الأمان، يبحث صاحبي عن ثالثة تكون أحياناً عدم الالتزام أو القيادة بشكل خطر، المهم أن يكون كريماً معي!
كما أني لا أزال أستغرب إصراره على الحصول على الرخصة والملكية في كل مرة، لقد أصبح يحفظ اسمي أكثر من أسماء أبنائه، حاولت أن أخبره بأن «بوفارس» شريكي على الـ«فيس بوك» فلم يعرني اهتماماً، وضعت ملصق معاقين فلم يره، حاولت الإيحاء بأني «في آي بي» ولا حياة لمن تنادي!
على كل حال لا أزال أشعر بالفخر لأن «للمخالف حق الاعتراض على المخالفة» ولا أزال أدفع، والحمد لله أني لست لبيس «بشوت»!
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .