منكم السموحة
ماجد ناصر يضع الاتحاد والوصل في مأزق
مثلما تسرع حارس الوصل والمنتخب الوطني ماجد ناصر، في توجيه لكمة خلفية إلى المدرب الإسباني كيكي سانشيز فلوريس، ثم البصق في اتجاه المحترف اللبناني يوسف محمد، وبعدها الندم على فعلته والاعتذار للمدرب في الليلة نفسها، أعتقد أن الكابتن ماجد اتخذ قراراً متسرعاً آخر ومن دون تأنٍ أو تفكير في العواقب أو دراسة المكاسب والخسائر عندما قدم طلب اعتزاله إلى ناديه، احتجاجاً على ضخامة العقوبة التي اتخذت بحقه، وهي الإيقاف 17 مباراة والغرامة المالية 30 ألف درهم.
ويبدو واضحاً أن ماجد شخصية متسرعة في اتخاذ القرارات، ولا يوجد بجواره من يرشده إلى مصلحته بشكل جدي، لأن قرار الاعتزال مأزق آخر سيعقّد المشكلة ويضع جميع الأطراف، وهي الحارس ونادي الوصل واتحاد الكرة، في تحد جديد، ينتهي بخسارة الثلاثة وإلى جانبهم كرة الإمارات.
تذكروا واقعة 2007 عندما اعتدى ماجد على الحكم المساعد سعيد الحوطي، ما أدى إلى إيقافه 13 مباراة، وتم خفضها إلى خمس مباريات، وبعدها تطورت القضية وانتهت باستقالة اتحاد الكرة برئاسة يوسف السركال.
ولو افترضنا أن اتحاد الكرة قرر الانصياع لطلب ماجد وتخفيف العقوبة حفاظاً على هذه الموهبة، فإن النتيجة تكون نقمة على هذا القرار من الشارع الرياضي الذي بات مقتنعاً بالخطأ الذي ارتكبه الحارس، وإن اختلف البعض في قسوة أو عدل العقوبة، أما إذا تقرر التعامل بحزم مع القضية، كونها جانباً تربوياً لا يمكن التهاون فيه أو «الطبطبة» على ماجد، فإن النتيجة ستكون اعتزال الحارس، وفقدان جهوده الجبارة في الدفاع عن عرين منتخب الإمارات ونادي الوصل، وقدرته على العطاء أكثر من 10 سنوات مقبلة وهو لايزال صغيراً في السن، ولم يتجاوز الـ27 عاماً.
من هنا جاء التسرع في طلب الاعتزال، لأن الجميع في كلتا الحالتين سيخسر، وكان الأجدر بماجد أن يتأنى حتى تهدأ الموجة الهائجة في وجهه والتصرف بعقلانية، وتقديم طلب للالتماس أو الاستئناف، مع ضرورة عقد مؤتمر صحافي يوضح فيه وجهة نظره للشارع الرياضي، ويدعو إليه كيكي ويوسف محمد، ويعتذر لهما وللجمهور عما بدر منه، بعد لملمة الامور، وبالتالي يظهر حسن النوايا، ويلامس العواطف والمشاعر، وينقلب الشارع الرياضي من ناقم على التصرف إلى مسامح لماجد ومقتدٍ بما يفعله.
سؤال أوجهه إلى ماجد: ندرك نجوميتك وأهميتك للكرة الإماراتية، لكن ماذا ستفعل لو قرر اتحاد كرة القدم تغليب الجانب التربوي، وعدم تخفيف العقوبة، هل ستعتزل بالفعل وتنهي حياتك الكروية بهذه الطريقة التي لا تليق بنجم أمضى نصف عقد من الزمن في الملاعب، ما يُلحق الضرر بتاريخك وبناديك وكرة الإمارات؟ وهذا الخيار ليس مستبعداً، فقد سبق أن أوقف نجوم عالميون أشهراً، لمجرد تأخرهم عن التمرين خمس دقائق، وهذا حدث مع الفرنسي انيلكا، عندما انضم إلى ريال مدريد، وكان أغلى لاعب في العالم.
http://twitter.com/#!/ahmad6663
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .