من المجالس
مشروبات هدر الطاقة
إذا كانت مشروبات الطاقة حسب الأطباء والمختصين تضر الكبد والكلى، وتؤدي إلى الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وحدوث اضطرابات نفسية، وقد تؤدي إلى الإدمان وصعوبة الإقلاع عنها، فلماذا لا تقطع سلطات الرقابة الغذائية بالدولة الشر من عرقه وتمنع دخول هذه المشروبات إلى الدولة؟ فعلى الرغم من التحذيرات التي يطلقها الأطباء، والمطالبات التي يقدمها أهل الرأي في وسائل الإعلام، فإن تناول هذه المشروبات يزداد تفشياً بين شرائح الشباب والمراهقين، وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات تبيّن حجم الإقبال على تناول هذه المشروبات في دولة الإمارات، إلا أن بيع محل بقالة واحد، كما ورد في التحقيق الذي نُشر في «الإمارات اليوم» أمس، نحو 50 علبة في اليوم، لشباب تقل أعمارهم عن 25 سنة يمكن أن يرسم صورة تقريبية لعدد الشباب والمراهقين المتورطين في تناول هذه المشروبات الخطرة.
المنع ليس أسهل الحلول كما سيذهب البعض، بل هو في حال التعامل مع أهل التجارة أصعبها وآخرها اختياراً. وفي ظل اختلاط الأمور وتلاشي الكثير من المفاهيم والعادات المتعارف عليها، بسبب اجتياح منطق «البيزنيس» وثقافة العولمة، يتراجع دور التوعية، وتصبح بفردها أداة ضعيفة التأثير، ولذلك قامت معظم البلدان الأوروبية، حسب عضوة الجمعية الأميركية للتخسيس الدكتورة آن تيلور، بمنع تداول وبيع مشروبات الطاقة، لما تحتوي عليه من مواد تسبب كثيراً من الأمراض الخطرة والمدمرة للصحة. ونحن دولة تشحذ الطاقات الشابة وتعدها عدّا، وهي في غنى عن التفريط في صحة شبابها، والتنازل عن قوتهم العقلية والبدنية، لذلك فإننا بحاجة إلى سياسة غذائية وصحية حازمة وحاسمة، تقطع السبيل أمام أي خطر يهدد أملنا في مستقبل شبابنا.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .