«هيه... لا؟!»
كلما عدت في نهاية الأسبوع إلى مدينتي الباسمة تنتابني نوبات الحنين إلى زيارة أعظم اختراع عربي على مر العصور (المجالس)، ففيها ستضحك وتأكل وتشاهد المباريات، وتقوم ببعض النميمة، وتعرف أخبار البورصة، وتخرج بفكرة أو اثنتين لتحقيقاتك الصحافية، علاوة على عدد من عروض الزواج! زيارة أي مجلس في الشارقة هي وجبة صحية ثقافية اجتماعية رياضية كاملة، لا ينقصها سوى مراجعة قرار البلدية التاريخي عام ،1995 إلا أنه بين فترة وأخرى أصطدم بأحد مديري الإعلام في دائرة محلية ينظر إليّ كأنني قد أكلت كبد أمه في معركة جاهلية لا أذكرها، وهو يقول لي: الإعلام المحلي يركز دائماً علينا، ويتغافل عن غيرنا عندما يتعلق الأمر بالسلبيات!
كثيراً ما سمعت هذه العبارة، وهي تحمل في جزء منها صحة، فكما لا يخفى على أحد نجحت الشارقة في خلق بيئة عائلية، وبنى تحتية ثقافية أغرت الكثير من الأسر في الإمارات الشمالية بالسكن فيها، ومن جملة الساكنين فيها الإعلاميون، خصوصاً الزملاء الإعلاميين العرب، وأنا لن أذيع سراً إذا أكدت أن أكثر من 80٪ من العاملين في مختلف وسائل الإعلام المحلية يسكنون في الشارقة، لذا كانت ملامستهم الأمور الحياتية والخدمية فيها أكبر، فهناك المراقبة اليومية والتأثير المباشر وحنة المدام، تخيّل أن تصرخ فيك زوجتك: «عيل شو فايدتك إعلامي وصحافي، وانته مب قادر تخلي البلدية تخم جدام البيت!!».
قبل مدة بسيطة اجتمع الإعلاميون من كل أصقاع الدنيا، ومن كل القنوات الفضائية في منتدى الشارقة للإعلام الحكومي، كمبادرة صحية ورائعة من مركز الشارقة الإعلامي، رأينا مراسلي «الجزيرة» و«العربية» ولبنان والقنوات المحلية، حتى إنني لكثرة ما رأيت من وجوه مألوفة شككت في أن فتيات قناة «غنوة» سيخرجن فجأة من إحدى الزوايا.
وتم في المنتدى مناقشة الفكر الإعلامي بين المؤسسات ووسائل الإعلام والجمهور بكل شفافية، وأصرّ صاحب السمو حاكم الشارقة على دعم المؤتمر شخصياً، وعلى الاجتماع بالإعلاميين وجلوسهم مع صناع القرار في الدوائر الحكومية، فليجلس الطرفان على الطاولة، ولنرَ إعلاماً متزناً وشفافاً يقابله أداء قابل للنقد.
... فهل وصلت رسالته؟!
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .