«يا (خان) لا تحزن!»
لا أستطيع إخفاء إعجابي بهذا الشعب العظيم، الذي يقطن المناطق الجبلية بين باكستان وأفغانستان، ويصنفهم علماء الأنثربولوجيا على أنهم من العرق «الآري»، بمعنى أن أكبر غلوم خان راعي المخبز، وأدولف هتلر راعي الشنب المربع أبناء عمومة في أحد الأجداد.. معجب أنا بكل ما هو «باتاني»، بدءاً من عظمة هذا الشعب الفقير، التي مرغت رأسَيْ القوتين المغرورتين في هذا العالم في تراب أراضيهم، وليس انتهاء بأسمائهم اللطيفة: كل خان صغير أعظم خان، رحمة الله واسع كل فقير، وبالطبع حكمتي المفضلة: نجاة الزمان غلام لطيف!
أحب طريقة «الباتان» في الحديث، ومازلت لا أعلم مشكلتهم الأزلية مع حرف الحاء: «أرباب أنته في خرمه؟ والله أنا مول ما يحب يحصل فلوس مال خرام! أنته في واسطه سوى سوى أخمد داخل صالة أفراخ...»، ولكثرة حديثي معهم وسواليفي في الناصرية، انتقلت من مرحلة «حب الباتان» إلى «خبهم» وبطريقتهم .. لا أحد يعانقك حتى لتشعر بطقطقة عظام ظهرك مثل صديق «باتاني»!
مزاجية الشعب «الباتاني» وعاطفته الجياشة قصة أخرى، فأنت دائماً «أرباب»، ولكن إذا دخل الشيطان بينكما فستسمع الكلمة الشهيرة «أنا ما في خوف»، التي تضطرك إلى البحث حواليك عن عدد العرب الذين سيفزعون، وهل سيكون العدد كافياً أم لا! أراقب سائقي الأجرة بأجسادهم الضخمة، وهم يلعبون تلك اللعبة المملة صباح كل جمعة المسماة «كريكت»، ويبكي الفريقان حزناً أو فرحاً في النهاية، وهم يرددون: الله أكبر!
العادة التي تعلمتها منهم وأحببتها، هي انتظار موسم الأمطار التي تؤدي إلى فيضان الشوارع، في الجزء غير المزروع من جزيرة «منتزه الجزيرة»، في الشارقة حيث يوقفون سياراتهم ويغسلونها بماء المطر استجلاباً للبركة، طقس رائع وجميل، أحرص على ألا يراني فيه أحد.. ومن نافلة القول إننا لم نقم به في هذا العام! ما ترك «خوان» المدينة وسياراتهم في حالة يرثى لها..
يا سادتي مسؤولي الأوقاف، نتعلق بأطراف بشوتكم، لمَ لا نكرر صلاة الاستسقاء مرتين وعشراً وألفاً، على من نتكبر، وإن لم نَحْنِ جباهنا لله.. فلمن تُحنى الجباه؟!
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .