من المجالس
«سيستم» اتصالات
ما شاء الله على «السيستم» في مؤسسة «اتصالات»، حارس شرس لا يعض بل ينهش، لا معنى للصادر عنده فكل شيء يجب أن يكون بحساب الوارد يعتمد المثل الشائع «الدخول إلى الحمام ليس كالخروج منه» أجلّكم الله. وبعكس الشائع عند صناع السياسة حول وجوب ولاء المؤسسات للنظام فإن «النظام» في «اتصالات» يدين بولاء للمؤسسة يصل إلى حد العمى.
يدعو «السيستم» عملاءه إلى درجة الإغواء للدخول إليه والتمتع بخدماته الإلكترونية وهم جالسون في مكاتبهم أو بيوتهم، أو في «الكوفي شوب» بدلاً من إضاعة الوقت والجهد في مراجعة مكاتب الخدمات، لكن هذه السهولة وذلك الترحيب سرعان ما يتحولان إلى «بولباس» إذا أراد العميل تغيير رأيه وإلغاء الخدمة، عندها يكون «عمك أصلي» (بفتح اللام)، فخط السير عنده يسير في اتجاه واحد دخول ليس بعده خروج، وإذا أصر المتعامل على الهروب والنفاذ بجلده، فإن ذلك يحتاج إلى تغيير الخطة والبحث عن شفيع من أصحاب الأوزان الثقيلة والقلوب الرقيقة داخل المؤسسة، ليكسب عطف أحدهم فيقوم هذا العطوف بعد ذلك بتقديم أنواع الرجاء كافة، وربما التحايل لإقناع «السيستم» بتسريح العميل بإحسان مادام قد تعسر الإمساك بالمعروف. ولأن الطريق إلى تلك الأوزان الثقيلة والقلوب الحانية طويلة وغير معبدة أحياناً، فإن الوصول إلى مرحلة الحرية من قبضة «السيستم» الحديدية تحتاج إلى أسابيع عدة وربما شهور ليصبح المتعامل بعدها من عتقاء «اتصالات» من عبودية «السيستم» الجبار.
هي دراما ذات حلقات مكسيكية بطلها «السيستم» في «اتصالات» وعدد ضحاياها غير معروف. صدق من قال: لو كان «السيستم» رجلاً لقتلته!
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .