ملح وسكر

**تكاد تكون المرة الأولى التي يتوحد فيها شعور وانتماء الجماهير قاطبةً بمختلف ألوانها وأطيافها، حيث تلذذت بطعم جديد لانتصار من نوع آخر، بعد فوز الجزيرة على فريق الاستقلال الإيراني بملعبه ووسط جمهوره. فالعنكبوت تمكن من كسر القاعدة وأبطل مفعول السحر وقلبه على أصحابه، وحقق فوزاً مهماً وتاريخياً له أبعاد معنوية وفنية ومادية، فهو يعتبر الفوز الأول لأنديتنا على الفرق الإيرانية بملاعبها بعد سنين طويلة لتجارب مُرة من المعاناة والمضايقات التي كانت تتعرض لها فرقنا هناك، أضف إلى ذلك أن بعض أنديتنا كانت تتمنى ألا توقعها القرعة مع فرقهم من أجل أن تتلافى مواجهتها في الانطلاقة، حيث شكلت بعبعاً مخيفاً لها نتيجة المشاهدات والتجارب السابقة. نعم الفوز الجزراوي لم يأت بسهولة، وكاد أن يطير في لحظة، لكن الأهم أنه كسر العقدة وأزاح حاجز الخوف الذي ترسب في الأذهان طوال السنين الماضية، فهو بوابة عبور نحو أفق جديد وحسبة جديدة لهذا النوع من المواجهات، بعد فترة طويلة من الغموض. فخسارة الإيرانيين كانت مُرة في حلوقهم لكنها حلوة وعسل في حلوقنا، كونها غسلت أحزاناً ومعاناة استمرت طويلاً في ملاعبهم، فكلي ثقة بأن الفوز هذا سيعيد رسم وتحديد خريطة الطريق من جديد!

**هل كان تصرف مارادونا في مدرجات نادي الشباب مقبولاً ومعذوراً فيه، أم أن تلك الفعلة تدينه وتحمله الخطأ من رأسه إلى أخمص قدميه؟ حقيقةً البعض رمى بالتهمة على ذلك المشجع وحمّله المسؤولية كونه تلاسن مع امرأة، فكان تصرف مارادونا طبيعياً كتصرف أي بني آدم يخاف على أهله وتنتخيه الحمية والفطرة في مثل هذه المواقف لحماية أهله وشرفه، فهنا المسألة والسلوك لا يعتريه أي سوء ظن أو تبرير لتجريم مارادونا وتحميله الذنب، كونه واضحاً ويندرج تحت ردة الفعل الطبيعية في مثل هذه الحالات، لكن تصرفاته استنكرها الجميع، بعد أن دخل في تلك المشادة الكلامية وحاول التهجم على بعض الأشخاص الذين كانوا يحاولون تهدئته واحتواءه، بل تمادى في سلوكه بعد أن تطاول وتلفظ عليهم بكلمات بذيئة، فهنا الفعل والتصرف مرفوض بتاتاً، ويدينه مع سبق الإصرار والترصد، بتحميله المسؤولية التي عكست الصورة القاتمة لشخص مارادونا، الذي أشدنا به سابقاً وبررنا الكثير من تصرفاته داخل المستطيل، لكن في هذا الموقف فهو ملوم ومذنب وعليه الاعتذار لكل من حاول تهدئته، وأولهم سامي القمزي رئيس مجلس إدارة الشباب، الذي حاول تطييب خاطره وتهدئته، لكنه قابله بسوء تصرف وألفاظ فيها من قلة الأدب الشيء الكثير!

**خسارة فريق بني ياس في جدة لم تكن مستحقة عطفاً على الأداء والصورة الجميلة التي ظهر عليها السماوي ومجاراته الاتحاد السعودي في ملعبه، حيث إنه بالإمكان التعويض في لقاء الإياب بالشامخة وبالإمكان أيضاً التغلب عليه بشرط اللعب بالطريقة نفسها والأسلوب نفسه. وعلى النقيض تماماً، فإن خسارة النصر على ملعبه أمام الأهلي السعودي كانت انعكاساً لحالة الفريق في اللقاء، حيث صعّب من مهمته، وأوجد لمشواره الآسيوي مطبات كان هو السبب فيها، خصوصاً أنه سيلعب خارج ملعبه مع خصمين عنيدين هما لخويا القطري والأهلي السعودي، فهي مهمة لا تحتاج فقط إلى قوة من الموج الأزرق، وإنما لطوفان من الموج حتى يتم اجتيازهما والتأهل على حسابهما!

**أخيراً الإبهار الذي تجلى في ميدان ند الشبا من تنظيم واستقبال واحتفال وحضور عالمي، نوجزه ونلخصه بأنه نتيجة فعلية للرؤية التي تبناها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث يعتبر «ميدان» إحدى الثمار اليانعة لرؤية سموه.

ya300@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة