عذراً لطائر الفينيق!

غطيتُ حروباً عرقية مرعبة في منطقة البلقان، وكنت بين أتون القذائف أثناء معركة الفلوجة الثانية في العراق، رافقت ميليشيات الجنجويد في رحلاتهم المسلحة في براري دارفور، والتقيت بعض أمراء «القاعدة» في خيامهم المعدّة لذبح الصحافيين، وقابلت عدداً من قيادات المافيا الروسية في شوارع القفقاس الخلفية، إلا أنني لم أشعر بالرعب في حياتي كما شعرت به في مطلع الأسبوع الحالي بعد مقالة «شحم ولحم» يوم الأحد الماضي!

تلقيت كماً مرعباً من الاتصالات من عدد كبير من أبناء القبائل العربية في جزيرة «سوقطرة» العزيزة، ذكر فيها الإخوه احتجاجهم الكبير على ما ورد في المقالة، حتى أصبحت على يقين بأنني سأصبح «خبراً عاجلاً» في صفحة الحوادث في القريب العاجل، ولما كنت أعتمد نظام كتابة «اللي على قلبه على كيبورده»، قمت بمراجعة متأنية للمقالة وبدا لي واضحاً أنه حصل لبس بين ما قصدته من قصة في الفقرة الأولى، وبين ما أردت إيصاله في الفقرة الثانية بعدها، من أن الرجل الخليجي أصبح من الصعب عليه أن يتزوج في عدد من الدول بسبب سمعة البعض السيئة، إلا أن الربط بين الفقرتين لم يكن موفقاً، جل من لا يسهو، ومن لا يكتب هو من لا يخطئ! والجزيرة وأهلها وقبائلها ليست بحاجة إلى شهادتي أو شهادة غيري، فهم منا ونحن منهم.

تفاوت عتاب الإخوة الأحبة من الجزيرة الغالية كما يتفاوت البشر بشكل عام ما بين من يحرجك بأدبه الجم في إبداء ملاحظاته، وهم الأغلبية، وبين من يستخدم أسلوب الطعن في العرض واللعن والسباب الذي أصبح له مدرسة خاصة على «تويتر» ورموز معروفة يشار إليها بالبنان، إلا أنه بغض النظر عن الأسلوب المتفاوت في إبداء الملاحظة، والحق يقال، لقد كان الإخوة على حق ولم أكن موفقاً في ربط الفقرات، وكما يقال أحب التوبة! «من حبه وليس من حُب».

وأقولها بصوت عالٍ وأمام جميع القراء بوضوح مرة أخرى: أعتذر بقوة لكل من أساء فهم المراد بالمقالة، وكان أحرى بي أن أعيد قراءتها بشكل متأن، وهو ما لم أفعله، فاعذروني أيها السقطريون ولن أخجل من الاعتذار عشرين مرة أخرى لأي خطأ ينبهني إليه قارئ أو مستمع، وحقكم على راسي، ومن نافلة القول إن حقكم (بتشديد القاف الشمالية) على راسي.

... دمتم بود.

 

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة