(إجازة مرضية!)
كلما سألته عن خطأ أحمق ارتكبه قال لي إن العباقرة يفكرون بفص الدماغ الأيسر، بالطبع أحاول ألا أكون مملاً بأن أكرر له الجملة التي سمعها مني مراراً: «أبوك على أبو مسابقات هل تعلم»!
لذلك فقد كان من الطبيعي بعدها بفترة أن تقوم دائرته بتحويله إلى التحقيق بعد أن اكتشف أحد «أولاد الحلال» أنه أحضر إلى جهة عمله شهادة مرضية من أحد مستشفيات «الغربية» ليقوم بتقديمها إلى الجهة التي يعمل بها في رأس الخيمة لتبرير غيابه معي في سفرياتنا، بالطبع لم أستطع أن أقول لمديره إن اللوم يقع على «الفص الأيسر»!
في الأيام الجميلة كان كل منا يحتفظ بذلك الرقم مع جملة الأرقام المهمة في جواله، فهناك الشخصيات التي تحتاج إليها في الأزمات «خالد مخالفات»، «علي سالك»، «أحمد البنك»، «حسن بصمة»، «سعيد اتصالات» والطبع «هاني أو تامر أو لؤي إجازة مرضية»، من مستلزمات الحياة قبل التغيير الوزاري الأخير وجود شخص لطيف «تتعامل» معه في إحدى العيادات بحيث يدور الاتصال الراقي بين الطرفين كل أسبوعين، «هلا بومحمد، أهلين، والله سويلي إجازة يومين من إلى، لعيونك، تسلم، خليها عند الدكان الله يخليك، لا تنسَ تخلي عنده المصاري، تامر بومحمد»، وانتهى الموضوع ويعيش الجميع عيشة سعيدة!
لذا يمكنك تخيل كم الإحباط الذي يشعر به الموظفون هذه الأيام مع حملات وزارة الصحة على أولئك الأطباء الغلابة الذين «يتسببون» في سعادتهم خصوصاً أن موروثنا الشعبي يحرم إلى درجة تشبه تحريم الشرك، أن يقوم أحدنا باستخدام إجازة مرضية لكي يستشفي، فالإجازة المرضية ليس لها سوى استخدام وحيد، وهو أن تلصقها بمقدمة أو مؤخرة إجازتك السنوية، أو تلصقها بإجازة العيد للحصول على بضعة أيام إضافية، حدّ الله بيننا وبين الحرام! وإذا قال لك أحدهم أنا لم أستخدم إجازاتي المرضية إلا في ما استحدثت من أجله فتأكد من انه على الدرجة الخاصة (أ) ولديه خمسة وستون يوم إجازة سنوية!
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .