من المجالس
الرد ليس في مستوى الفعل
الموقف الرسمي العربي من التصعيد الإيراني تجاه دولة الإمارات لم يرق إلى مستوى الفعل الإيراني، فبيانات الإدانة وإعلان التضامن مع دولة الإمارات خطوة إيجابية يفترض أن تتبعها خطوات بحجم الإجراءات التي اتخذتها القيادة الإيرانية بانتهاك الرئيس نجاد لسيادة أراضي دولة الإمارات في جزيرة أبوموسى، وتواصلت بإعلان طهران تسيير رحلات سياحية إلى الجزر الإماراتية المحتلة، في إطار سياسة الاستفزاز وتعكير أمن واستقرار المنطقة. بل إن العراق، وهي الدولة التي تترأس القمة العربية الآن، امتنعت حتى عن المشاركة في بيانات الإدانة العربية لفعل عدواني انتهك سيادة دولة عربية.
إيران تراهن، مثل كل المتربصين بالحقوق العربية، على عجز الموقف العربي المشترك، وضعف آلياته، وهوان إرادته، في الاستفراد بالدول العربية في الخليج، وعندما اصطدم رهانها هذا في البحرين بإرادة خليجية مشتركة، عطّلت مخططها وأفشلت مشروعها، أرادت أن تختبر هذه الوحدة في موقف عرب الخليج في مكان آخر عبر الجزر التي تحتلها، والرد على هذا الاختبار يتطلب مواقف عربية أكثر تقدماً في ملاقاة التصرفات الإيرانية، توصل رسالة واضحة إلى القيادة في طهران بأن السيادة العربية وحدة لا تتجزأ، وتؤكد للمترددين من العرب والمراهنين على حسابات فئوية والمرتهنين لمشاعر وأفكار مسلوبة أن الأمن العربي مفهوم لا يحتمل أكثر من تفسير ولا يقبل القسمة على اثنين. تحاول إيران استغلال تداعيات الاضطرابات التي تعصف بالساحة العربية الآن، لمواصلة تنفيذ أطماعها الإقليمية، ونظراً للدور القيادي الذي حاولت دول مجلس التعاون الخليجي أن تملأ به الفراغ الذي تركته الحواضر العربية الكبرى، فإن دول الخليج العربي تستطيع أن تقود موقفاً عربياً متقدماً يلجم الجموح الإيراني، ويحبط مخططاته التوسعية في البلاد العربية.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .