بالعربي.. شكراً يا شيخ

حال اللغة العربية في بلادنا بحاجة إلى تدخل من نوع مختلف وعلى مستوى مختلف، فعندما يتجاوز الانحراف حدود السلوك إلى القناعات تصبح كل الدعوات والمناحات والمطالبات عاجزة عن تقويم ذلك الانحراف وتصويب نتائجه، لأن المهمة تكون باتجاه النفوس الخائرة والعقول المسلوبة التي صارت تعشش فيها قناعات يحاول أصحابها أن يعبروا عنها بلسان مثلوم ورطنة بلهاء تعكس ثقافة مشوشة وشخصيات كرتونية تجعل اللغة الإنجليزية تمشي بغترة وعقال لا عقل تحتهما قادراً على التمييز بين الألوان، ناهيك عن الأفكار. لذلك تبدو أهمية المبادرة التي يطلقها رجل المبادرات الكبرى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اليوم لإعادة الاعتبار الى اللغة العربية في مجتمع الإمارات، والتأكيد على أولويتها في بنائنا الثقافي ونسقنا الاجتماعي، وأهميتها في التعبير عن كل منجزاتنا الوطنية، وقدرتها الفائقة على نقل كل الصور والمشاهد الرائعة لما حققته الإمارات من ابداعات وانجازات من قبل أن يأتي دعاة التغريب والتعجيم ويدّعون أن اللغة العربية ليست لغة الأعمال ولا العلوم ولا حتى الخطابة وكتابة البيانات الصحافية!

لقد كانت للقيادة مواقف عدة أكدت فيها أهمية ضرورة الحفاظ على اللغة العربية، خصوصاً في الدوائر والوزارات والمؤسسات الحكومية، واعتبارها مكوناً رئيساً من مكونات هويتنا الوطنية والجسر الأقصر لوصلنا مع تراثنا وتاريخنا وربطنا بديننا وحضارتنا، ومع ذلك بقيت الأصوات النشاز هي الأعلى بدعوى مجاراة العصر ومسايرة التقدم، وكأن العصر قد حكم بأن فضاءاته تتسع لكل اللغات والألسن إلا اللغة العربية ولسانها الفصيح.

اليوم يغمرنا التفاؤل بأن العربية ستظل تتمسك بمقعدها المتقدم في فناء بيتنا لأن المبادرة تصدر من الرجل الذي عودنا على تجهيز الآليات وتوفير الأدوات قبل أن يطلق المبادرات.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة