«حرية» يهبط و«العمدة» ينتصر ويعتزل
لأول مرة منذ انطلاق مسابقة دوري كرة القدم بشكله الجديد المحترف الذي بدأ عام ،2008 تحسم البطولة ويتحدد بطلها قبل ثلاث جولات من انقضائها، بعد أن كان التنافس في المواسم الثلاثة الفائتة يتواصل حتى إطلاق صافرة المباراة الأخيرة، لكن ذلك لا يعني أن بطولة هذا الموسم هي الأضعف، بل على العكس هي الأقوى فنياً والاكثر اثارة وجماهيرية. عشنا في النسخة الرابعة من دوري المحترفين احلى الأيام، واستمتعنا بكامل تفاصيلها التي ستبقى خالدة في ذاكرتنا وتدفعنا الى مزيد من التشوق في العام المقبل لمتابعة النتائج الجديدة، وهل سيصمد لقب العين أمام الطامعين؟ وماذا سيفعل القادمون الجدد؟ وكيف سيكون حال مارادونا اذ استمر مع الوصل، هل سيفي بوعوده؟ وهل سيظهر الأهلي بقيادة الاسباني كيكي فلوريس بالطموحات التي ترضي مشجعيه؟ وماذا عن عودة الجزيرة الى عشقه للرقم «2» بحلوله ثانياً في الترتيب؟ وما الشكل المتوقع بعد هبوط الشارقة صاحب الجماهيرية الكبيرة؟ وأين هو الوحدة؟
أسئلة كثيرة يسدل الدوري ستاره عليها، لكنه بالتأكيد سيجعلنا نتأنى في توقعات الدوري المقبل بعد ان خطف العين اللقب مخالفاً كل التنبؤات التي اعتقدت أن الفريق «انتهى عصره» من خلال أدائه الهزيل العام الماضي، ومعاناته في دوامة الهبوط ونجاته في اللحظات الأخيرة، ثم استجماع قواه على يد الإدارة الجديدة بقيادة الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان، الذي وفر كل الامكانات والاجواء الملائمة، وأبرم اقوى الصفقات على صعيد اللاعبين المحليين والاجانب والمدرب، ونزل الى أرض الملعب لمساندة الفريق والشد من أزره في كل الأوقات والمباريات وحصص التدريب، حتى جنى النتائج يوم الجمعة ونال شهادة الامتياز والمركز الاول عن جدارة واستحقاق.
ليلة الجمعة تباينت مشاعر الجماهير العائدة بقوة الى المدرجات، خصوصاً على صعيد أبرز قائدين للمشجعين في الدولة، هما محمد راشد (العمدة) رئيس رابطة مشجعي العين، وخالد حرية كبير مشجعي نادي الشارقة.
خرجت النتائج النهائية لامتحانات السنة الرابعة، فاحتفل «العمدة» وجمهوره بتوجيه الضربة القاضية للدوري وحسم اللقب مبكراً اثر فوز فريقهم «الزعيم» على البطل الجزيرة، موسعاً الفارق الى 10 نقاط مع أقرب المطاردين، فيما كان «حرية» ومن معه يجرون أذيال الخيبة وهم يشاهدون فريقهم الملك يترنح من وقع الخسارة أمام دبي، وقلوبهم تكاد تنفطر من الألم على الأداء الباهت الذي لا يبشر بأي أمل للبقاء في «المحترفين» بعد ان انكشفت مؤخرة دفاع الفريق وأصبحت مسرحاً للاعبي الاسود الذين كان بإمكانهم زيادة الغلة من الاهداف لولا الرأفة.
«العمدة» و«حرية» وجهان جميلان للتشجيع الحضاري والمثالي، وفاكهة ملاعب الإمارات، شاهدناهما حاضرين في خدمة جميع الاندية والمنتخبات الوطنية المشاركة خارجياً يصدحان بأحلى عبارات التشجيع تلبية لنداء الوطن.
ونحن نهنئ «العمدة» على عودة البنفسج، ونتذكر مبادرات الروح الرياضية التي أطلقها هذا الموسم، ونتذكر أيضاً رجولة حرية بوقفته مع الشارقة رغم ضعف الأداء، نتأسف على قرار اعتزال كبير مشجعي العين، وعلى انطفاء صوت «حرية» وتحوله الى دوري الهواة بعد هبوط فريقه نظرياً، لكن ألا يستحق هذان المثابران التكريم من نادييهما أو من اتحاد كرة القدم؟
http://twitter.com/#!/ahmad6663
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .