«مشكلتكم»

نعم سأكون مملاً هذه المرة، وسأتحدث عن موضوع العمود السابق نفسه! لأنني جريح! لن أقول بالطبع «أسد» جريح، لأن «الأسد» سمعته مضروبة في الأيام الماضية، لأسباب لا تخفى على أحد، وإن كان أحد المواقع الإخبارية الوطنية «سنيار» شكك أخيراً، في صحة عدد من الفيديوهات المنسوبة للثوار لأسباب فنيه معينة.

نعود إلى الجروح، 30 عاماً لم أسمع فيها شتيمة تمسني بقوة في مجتمع يسوده الاحترام قبل أي شيء آخر! ضُرِبنا كثيراً في السطوة، نعم.. تم رفسنا بعد مباراة غير متكافئة في الخان، نعم.. تم تكسير جامات سياراتنا بعد أخذ ورد في جرن يافور، نعم.. ولكن هل تم شتمنا بما يمس؟ لا ومطلقاً وأبداً، لأننا في مجتمع قائم على احترام أمور معينة، يعتبرها الخصم قبل الصديق خطوطاً حمراء.

ولأننا كثيراً ما «نقر» على هذا المجتمع السيمي- مثالي، فقد عوضت الـ30 عاماً الماضية بالشتائم التي تلقيتها عبر «تويتر» في ثلاث ساعات، لمجرد أنني أبديت رأياً في موضوع معين، وكم تسقط شعارات أن الأفكار هي الأهم من الأسماء والانتماءات، بمجرد ألا يعجبهم رأيك! والمصيبة أن شريحة الرأي الواحد عريضة وموجودة، وتحس لفرط عدم تقبلها الآخر، أن مقاعدها شاغرة لدى تنظيم القاعدة!

❊❊❊

اشترى لنا المرحوم «نقازة» وزرع لنا نخلة، وفي ذلك الصيف الجميل بدا الرطب يتحول إلى اللون البني الزاهي، ما أغرى أحد الطيور الشريرة بالنزول يومياً إلى نخلتنا، ونقر الأجزاء المستوية في الرطب وإفسادها، وضعنا مجسماً لـ«سبايدرمان» كفزاعة، فلم ينفع، أردنا تسميم التمر، فخفنا على الصغار، عندها قررنا قتل الطائر، فكيف نستدل عليه؟!

كان الطائر ذاته ينزل فجراً، فيأخذ من الخيوط الزرقاء التي تُشكل حشوة النقازة، ويذهب لكي يستخدمها على ما يبدو في بناء عشه، وهكذا كانت المعادلة سهلة، إذا عثرنا على أي عش أزرق في الفريج فهو الطائر اللص، وعندها ستعرف «المصجبه» ما يجب عمله تماماً.

كبرت ونظري معلق بقمم الأشجار بحثاً عن العش الأزرق الشرير، لكن مع الأسف صادني قبل أن أصطاده.

«المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»، فكم «سين» في ذلك؟!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة