منكم السموحة
مشجعو برشلونة غير الأوفياء!
أستغرب عدم وفاء مشجعي برشلونة «العرب» لناديهم وتنصلهم منه لحظة الخسارة، رغم شدة بأسهم ومتانة الثبات على موقفهم، عندما يكون فريقهم في أوج عطائه ويحصد البطولة تلو الأخرى، بعكس محبي ريال مدريد الذين أراهم أكثر تمسكاً بناديهم وتمترسهم خلفه بشجاعة من دون التأثر بالخسائر التي مني بها في المواسم الثلاثة الأخيرة، لإيمانهم بقدارت فريقهم وأنه سيرجع يوماً للصعود إلى منصات التتويج مهما طال الزمن، وهذا ما حدث بالفعل عندما انهى الملكيون حالة الصبر، وقضوا على اسطورة الكاتالونيين، واقتلعوا جذورها من بطولة الدوري.
واختبأ البرشلونيون مثل الزرافة التي تتوارى عن الأنظار بوضع رأسها في الرمل، متناسية وجود جسدها خارجاً، ومن دون ان نسمع لهم حساً او خبراً او تعليقاً على فقدانهم لقب الليغا الإسباني، بل إن معظمهم اتجه لمهاجة الفريق ونعته بأسوأ العبارات، وسمعت من قال إنها آخر مرة أشجع فيها البرشا، وإن اللاعبين لا يستحقون الاحترام، وتخاذلوا امام الريال في مباراة الكلاسيكو، وفي لقاء تشلسي في نصف نهائي ابطال أوروبا، حتى ميسي الذي تغنوا بأهدافه وبألقابه كأفضل لاعب في العالم، قالوا عنه إنه طفل فقد مستواه ولا يلعب إلا في المساحات الكبيرة، ثم هاجموا غوارديولا المدرب الذي رسم الابتسامة على وجوههم في السنوات الثلاث الأخيرة، واعتبروه لا يفقه شيئاً ولا يستطيع ادارة المباريات عالية المستوى وتبديلاته كلها خاطئة.
ولم يتجرأ البرشلونيون على مماحكة جمهور ريال مدريد، كما كانوا يفعلون ايام العز، بإيجاد الاعذار لفريقهم الذي عانى شحاً واضحاً في اللاعبين هذا الموسم، ولم يجد المدرب غوارديولا بدلاء يملأون مكان الغائبين، وواجه صعوبات وخللاً في الجناح الأيسر الذي كان يشغله ابيدال المريض، وفي الدفاع بغياب بيكيه المتكرر، وفي الوسط بغياب فيا، ولم يستفد بكثير من اللاعبين مثل ابراهيم افلاي، واعتمد على نجوم صغار مثل تيلو وتياجو على عكس الأعوام السابقة التي كان يلعب بتشكيلة شبه متكاملة، كما تناسوا دور الاتحاد الإسباني لكرة القدم السلبي، وعدم بذله ادنى مجهود لتخفيف ضغط المباريات، التي اضرت بالبرشا اكثر من الريال، خصوصاً مباراة الكلاسيكو التي جاءت قبل يومين من نصف النهائي الأوروبي.
خان مشجعو برشلونة فريقهم، ولم يفعلوا شيئاً له وهو في أمس الحاجة إليهم، في المقابل شاهدنا جمهور الريال صامداً حتى آخر الأنفاس، وكلما خسر فريقهم بطولة، قالوا إن نادينا كبير، وهنالك بعض الأخطاء التي سيتم معالجتها، لأننا افضل من برشلونة حتى نالوا اللقب الإسباني، واستمتعوا به وأعادوا امجاد الأبيض العريقة، كأفضل نادٍ يصعد على منصات التتويج.
لنقف ونرفع القبعات للنادي الملكي على رباطة جأشه وشخصيته البطولية التي ظهرت منذ بداية الموسم، عندما رشحته للقب، مستنداً إلى ادائه الراقي في المباريات الأولى في الدوري، وهاجمني الكاتالونيون واعتبروني خارجاً عن ملتهم. والآن أقول انتظروا مدريد في العام المقبل.. ومع السلامة.
http://twitter.com/#!/ahmad6663
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .