مزاح.. ورماح
«الخيخة!»
كلما شاهدت شخصاً «معضلاً» في أحد الشوارع أو «المولات» وقد برزت عضام فكيه وبانت بنيته الجسمانية وصدره المشدود بشكل واضح، أعزي نفسي بأنه يأخذ «حقن»، وفي أفضل الأحوال فإنه يتناول الكثير من «البروتينات» المعلّبة التي لا رقيب عليها ولا حسيب، أنظر إليه بحسد مرة أخرى وأنا أعزي نفسي مرة أخرى بأن هذه الأمور حتماً تؤثر في صحته العامة، نظرة حسد وغيرة وهو يتجاوزني وأنا أهمس لنفسي: ما عليك منه، إنه «خيخة»، أنت الوحش أنت الوحش... انطلق! أذهب لتناول وجبة مندي، بعد أن أنسى كل شيء عن المعضل «الي ما فيه حيل!»
صباح كل يوم أرى جاري الإنجليزي يعدو حول حديقة الفريج من بعد صلاة الفجر مدة تراوح بين الساعة والساعتين، لم يترك جاري هذه العادة منذ أن انتقل مع عائلته وكلبه المزعج إلى منطقتنا... أشاهده كل صباح وأنا نصف نائم في طريقي إلى المسجد، أنظر إليه النظره ذاتها، وأنا متأكد من أن سبب خروجه الباكر هو خلافاته مع زوجته، أنا متأكد من هذا... الغربيون دائماً يتعاركون كما يظهر في الأفلام... أنا متأكد من أن حياته تعيسة، وأنه يسهر كثيراً كل يوم على المشروبات الروحية، كلهم هكذا... حتى إذا ركض كثيراً فلا شيء سيعوض كبده التالف من أثر السهر والشرب! وفي طريقي إلى المنزل أعرّج على محل «الفطائر» بجوار الحديقة، لا شيء يجعلك تنسى جارك الأشقر مثل فطيرة سمراء!
كل يوم جمعة تذهب «العشيرة» إلى وليمة حقيقية في منزل أحد أفرادها، هو طقس لا نحب تغييره، خصوصاً أن «العشيرة» تشتهر بطريقة خاصة في طبخ «الهرفي» الشحيم بالقرصان... في طريقنا نشاهد عدداً من أبناء الجاليات الآسيوية يمارسون الكريكت كل جمعة، نحزن على حالهم، لأنهم ليسوا أبناء «حمايل»، وليس لديهم «برنامج عشائري» في يوم الجمعة!
مرتان في الأسبوع يزعجني منتسبو الجالية الفلبينية اللطفاء بطلب تصريح لإقامة مباريات في كرة السلة... أمرّ أحياناً بجوارهم أفاجأ بأن المباريات التي يزعمون تنظيمها تتحول إلى مهرجان أسري كامل، أبناؤهم وأمهاتهم وزوجاتهم، حالة رياضية كاملة، وهذه المخلوقات الصغيرة تقفز هنا وهناك مدة لا تقل عن ثلاث ساعات كاملة، مرتين في الأسبوع! على كل حال أنا متأكد من أنهم يكثرون من تناول مشروبات الطاقة، وهي في النهاية تدمّر القلب، لن يعيش أحد منهم أكثر من ثلاثة أعوام مقبلة... وبنظرة أخيرة يذكّرني لون كرة السلة بقطع «الكنافة»، فأذهب لشراء كيلو «ناعمة» وأنا أرثي لهؤلاء القوم الذين يدمرون صحتهم بأيديهم!
يعاني 40٪ من سكان الإمارات الذين تجاوزت أعمارهم 60 عاماً مرض السكري، هل يمكنكم تخمين جنسياتهم واللغة المستخدمة في منازلهم؟! إنها مصادفة غريبة فعلاً!
... سجل أنا عربي!
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .