«المنجا باضت!»
لا أعرف حقيقة إذا كان «السبيلنغ» في العنوان صحيحاً أم لا، فـ«باضت» باللهجة المصرية تعني «فسدت»، وهي لا تلفظ فعلياً بحرف «الضاد»، الذي ذبحنا العرب فرحاً به، لكن بحرف هجين بين «الزاي» و«الضاد»، ولمن أراد الاستزادة العودة إلى موقع «يوتيوب»، ومشاهدة المشجع الأهلاوي وهو يلفظها بشكل صحيح! ومن نافلة القول أن الأمر لا علاقة له بالبيض، الذي يعرفه مراقبو مواقع التواصل جيداً!
عندما يبدأ موسم «المانجا»، يحب الكثيرون اللحاق بموسم نضوجها قبل أن «تبوض» هذه الفاكهة، فمنهم من يذهب إلى مصر خصيصاً لكي يجربها جديدة أو معصورة لدى «فرغلي»، والذي أغلق فرعه في الإمارات مع الأسف.. ومنهم من يضرب الخط إلى بلدة «مسافي» العزيزة، التابعة لإمارة رأس الخيمة، لتجربة النسخة المحلية منها!
مسافي ـ مثلها في ذلك مثل الذيد، التي تربط جهات الدولة الأربع ومثل المفرق في أبوظبي التي تربط الغربية بأبوظبي ودبي والعين ـ منطقة تتمتع بخاصية «عبقرية المكان» كما وصف جمال حمدان بلاده.. فمسافي تربط المناطق الجبلية ببعضها بعضا، وتربط الإمارات الشمالية بالساحل، تمر بها بعد انتهائك من «سوق الجمعة»، وقبل أن ترى بحر الإمارات على المحيط الآخر، أو رئة الإمارات كما تسببت الأزمات السياسية في تسميته!
هذا العام افتقدنا ابتسامات بائعي «المنجا» في سوق مسافي، بل وبدا من الواضح أن معظم ثمار «المنجا بايضه»، والسبب هو انتباه الجهة المسؤولة عن مد الكهرباء والماء إلى تلك المناطق فجأة إلى أن هذه المحال شعبية وغير مرخصة، فقامت بقطع الكهرباء عنها ومنع عمالها من البيع، نحن نعلم أنها شعبية، لكن جمالها في شعبيتها وطبيعتها، وتعودنا عليها منذ 20 عاماً، فهل انتهت المشكلات التجارية فجأة، لتتفرغ الدائرة لإفساد فرحتنا السنوية البسيطة في سوق مسافي، أم أن الـ20 ثلاجة المخصصة لـ«المانجا» تؤثر في إمدادات الطاقة؟!..
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .