مزاح.. ورماح

كرة ندم

أحمد حسن الزعبي

هي تماماً تشبه «صَنْعة» تربية الدجاج البيّاض.. إن أطعمتها قمحاً، أو أطعمتها «كاجو وفستقاً حلبياً»، فإنك لن تظفر إلا بالبيضة بنفسها.. ومهما أفرطت في الدلال بتركيب أجهزة تكييف مركزي، ومراوح سقفية، وغذاء مدعّم بالحديد، ومطاعيم دورية وإنارة خافتة (لزوم الرومانسية)، فإنك حتماً ستظفر بالبيضة نفسها، وكمية الإنتاج نفسها.. وكذلك الرياضة في الدول العربية.

منذ 60 عاماً والدول تصرف على أنديتها ومنتخباتها الرياضية مئات الملايين، وتحضر أفضل المدرّبين في العالم برواتب «خيالية» متحملة دلعهم وعجرفتهم و«استكبارهم» علينا ، وتشتري «أجدع» اللاعبين البارزين، و«أجمد» حراس المرمى المتأهبين، وتهيئ أفضل الملاعب، والأخصائيين العلاجيين، والأطباء النفسيين، وتفرد مساحات للبث الفضائي بالأيام والساعات، لكل لاعب «يعطس» أو «تطير» فردة حذائه، أو يكتئب أو ينزعج أو يتعكّر قليلاً «موده».. ومع ذلك منذ 60 عاماً والنتائج تراوح مكانها.. بالكاد يصعد منتخب أو منتخبان «عربشة» إلى كأس العالم، ثم يتهيأ 300 مليون عربي منذ ركلة البداية للخروج من الدور الأول.

ثم إن أعرق نادٍ رياضي عربي، وأكبرها موازنة وأكثرها إنجازاً واحترافاً لا يستطيع أن يصمد ربع ساعة أمام نادٍ من الدرجة الثالثة في الدوري الإيطالي، فلماذا كل هذا البذخ ما دمنا سنحصل على مواصفات «البيضة» نفسها في المثال أعلاه؟!

❊❊❊

أتمنى لو أن باحثاً اقتصادياً يجره الفضول (مثلي)، لمعرفة كم يكلف متوسط الإنفاق السنوي على نادٍ رياضي في إحدى الدول العربية، ثم يضرب الناتج في عدد الأندية (المنتشرة في بلاد العرب أوطاني)، لنقدّر كم يمكن أن نوفر على خزائن الدول من سيولة مهدرة.. في الوقت نفسه لو استثمرت هذه الأموال في زراعة البطاطا مثلاً، لاكتسحنا العالم وتسيدناه «بطاطياً».

أنا لست ضد الرياضة ولست متشائماً بمستقبلها، لكني أؤمن«بالقدرات»، وقدراتنا هذا حدها للأسف، لذا ليس من المنطق المبالغة في الإنفاق والبذخ والاستثمار في مشروع نعرف نتائجه مسبقاً، يعني من غير المعقول أن تكون كلفة «الغوول» الواحد علينا في التصفيات التمهيدية أكثر من 100 ألف دولار،

فبهذا «الغوول»، أستطيع أن أقيم مشروعاً يوظف 50 شاباً عربياً عاطلاً عن العمل أو فاقداً الأمل!

وسلامتكم..

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر