مزاح.. ورماح

(لطفاً بنا يا عجوز!)

عبدالله الشويخ

لا أؤمن بالتشاؤم مطلقاً، وأكره استخدام لفظة «عجوز شمطاء»، صحيح أن الشؤم في التراث العربي يرتبط بعجوز شريرة هي «البسوس»، وهي العجوز وليست الناقة بالمناسبة، التي جعلت «ربعنا» يتذابحون 100 عام، وذهب اسمها مثلاً «أشأم من بسوس»، إلا أن هذا الأمر مردود، شرعاً وعرفاً، لكن تاريخ «خالتي مادونا» يحتم عليّ أن أشك في أن هناك شخصيات فعلاً تتقن جلب الشؤم! وأرجوكم ألا تنتقدوا عليّ استخدام لفظ «خالتي»، فقد أثبتت أنها خالتنا، بل وعمتنا جميعاً، والدليل أنها «سوت اللي ف راسها»، بينما لم يكن أمام «رؤوسنا» سوى الجدار!

ولدت العجوز المتصابية في عام ،1958 وهو العام الذي حدث فيه الانقلاب الدموي في عاصمة الرشيد، وأدى إلى مقتل العائلة الهاشمية المالكة بأسلوب بشع، مهّد الطريق في ما بعد لزحف رعاع المجتمع على قمة هرمي السلطة في العراق وسورية، وبدأت امتهان الغناء بشكل حرفي عام ،1980 الذي تفجرت فيه حرب الخليج الأولى، وأثناء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت كانت مادونا توقع اتفاقية أول أغنية مفردة لها، اكتشف بعدها العالم «مؤهلاتها» الفنية الرائعة التي «ترهلت» نوعاً ما، ولكن لاتزال لها جمهورها بالطبع!

قامت بجولات فنية عدة حول العالم، وكان أهمها جولة «طموح شقراء» في عام 1990 الذي كانت أهم محطة فيه حفلة برشلونة فجر الثاني من أغسطس، وهو اليوم الذي تم فيه التوقيع رسمياً على شهادة وفاة الحلم العربي، أما جولة «غرق العالم» في عام 2001 فلم تكن تقل أهمية، فبين حفلتيها في التاسع والـ13 من سبتمبر في تلك الجولة في لوس أنجلوس فقدت نيويورك بنايتين و«كبره»، وفقدنا نحن دولتين و«كبره»! تأخرت جولتها التالية عاماً، بعد تشريف قوات بلادها عاصمة العباسيين، واختارت أن تراقص أشلاء «الحولة» والشعب المصدوم بدماء الطفلة «وديمة»، أول من أمس!

أسوأ ما كان في ليلة خالتنا الكبيرة لم تكن آبار الـ«مشروبات الروحية» التي سكب منها أكثر مما سكب في يثرب يوم تحريمها، ولم يكن ذلك الرمز الديني العملاق الذي أخرج لسانه لنا جميعاً، لكنه كان في اكتشافنا أن بعض الشركات المحلية التي دقت على صدورها وأكدت لمادونا أنهم «ردي»، وفعلاً كانوا «ردي»!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر