«عودة شرشبيل!»

قبل أيام عدة وفي تقرير موسع كتبت عنه صحيفتنا، نجحت جمارك دبي في ضبط أكثر من 1200 أداة من أدوات السحر مع «مقاولي سحر» قادمين من إحدى الدول الإفريقية لبيعها بالمفرق على «السحرة القطاعي»، وكانت تحتوي على أمور غريبة ورموز وكفريات والكثير من الـ«أعوذ بالله»، وذكر في الخبر أن العام الماضي بمفرده شهد ضبط أكثر من 92 عملية مماثلة، بالإضافة إلى تلك العملية التي نذكرها لامرأة من جنسية عربية كان بحوزتها أكثر من 500 عمل سحري، ما جعل أحد الظرفاء يعلق بأن «500 خروف قد نجوا من التبعية.. ويستاهلون السلامة».

السحر يشكل عنصر الرعب الثاني الرئيس لدينا بعد زيادة الوزن، وتراه متجذراً في مخاوفنا، لهذا نحن نحرص دائماً على «تحصين» أبنائنا، ولهذا كنا نتجنب المرور بـ«نزوى» أثناء رحلات صلالة الصيفية، ولهذا كثيراً ما نعتذر عن عدم حضور حفلات الأعراس على رؤوس الجبال في المنطقة الوسطى، ولهذا ترى الجميع يتغامزون عند الحديث عن الشيبة الذي تزوج فتاة من جنسية عربية قبل أيام عدة، وباع اللي قدامه واللي وراه من أجل عينيها!

كما أن السحر شماعة جيدة لكل طارئ، فلان تعبان.. مسحور، فلان سقط.. مسحور، فلان طلّق.. مسحور، فلان سوالي أنفولو.. مسحور! لدى البعض لم يبق سوى إضافة خانة مسحور في بطاقة طلب الإجازة الطبية!

أسوأ كوابيسنا جميعاً هو ذلك الحلم الذي ترى فيه نفسك وقد تحولت إلى ضفدع وتعجز عن الحديث!

لكن كمية المضبوطات في العملية الأخيرة تبعث على الرعب فعلاً، فهل كان المجرمون سيحضرون هذه الكمية إلى الإمارات إن لم يكن بها «سوق» فعلاً لهذه الأمور! معنى إحضار هذه الكمية أن باعة الجملة يعلمون أن سوالف «الهبرا كدبرا» لها سوق هنا، ومعنى تهريب الخمور أن لها زبائنها، ومعنى وجود مصانع لنسخ الأفلام أن لها زبائنها، وإذا كانت الخمور والأفلام لها تفسير وإن كان غير مبرر لأنها لأصحاب الهوى، فأدوات السحر تعني أنه ومع كل الأسف توجد كمية كبيرة من الأشرار وممتهني الأذى في المجتمع!

هل عرفتم الآن لماذا تعاني لجنة أبناء المواطنين في العثور على أبناء المواطنين في كل رقعة في هذا العالم الوسيع!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة