من المجالس

باب للتفاؤل

عادل محمد الراشد

ترقية 7782 من أهل الميدان التعليمي تفتح الباب للمزيد من التفاؤل بشأن مستقبل مهنة التعليم في الدولة، فهي مبادرة سامية تكمل الزيادة في رواتب المعلمين التي أمر بها صاحب السمو رئيس الدولة بداية العام الجاري، أسوة بمحترفي المهن الحيوية الأخرى، تشجيعاً للمزيد من المواطنين على الانخراط فيها وتثبيتاً للمتمسكين بقيمها النبيلة.

لفتتان كريمتان في أقل من نصف سنة مالية تضع الشعار على سكة التطبيق. فالدولة التي تضع التعليم في مقدمة أولوياتها، وتراهن على تطوير وتحسين مخرجاته، وتعوّل عليه خياراً استراتيجياً في مسابقة الزمن، لابد أن تضع المعلم في مقدمة العوامل المنوط بها تحقيق تلك الأهداف، فما قيمة الخطط، وما وزن الاستراتيجيات، وما حجم صدقية الوعود إذا كانت أهم أدوات التنفيذ مصابة بالكساح الإداري، ومحاطة بأسباب الاحباط النفسي، ومريضة بعقدة الاهمال والتهميش؟ ولسنا بحاجة إلى الكثير من الجهد لقياس مشاعر العاملين في الميدان التربوي، إذا ما أحصينا عدد المنضمين الجدد إلى مهنة التدريس والمتسربين من ميدانها.

لذلك تثير مثل هذه المبادرات من أعلى مستوى في الدولة الكثير من التفاؤل بوضع أفضل لمهنة التعليم والعاملين فيها، وتفتح أبواب الرجاء بأن يصبح قطاع التعليم من القطاعات الجاذبة لشبابنا وفتياتنا، ليس في واجهته المادية فقط، بل في وجهه الاجتماعي والمعنوي، فإذا كانت الدول بحاجة إلى صناع وتجار وإداريين بارعين، فإن حاجتها إلى صناع البشر أشد وأقوى. والتعليم توأم البيئة الاجتماعية لكي ينسجم تعلم المهارات مع روح الانتماء وتعميق الشعور الوطني، وهذه المعادلة لا يمكن أن تتحقق بالشكل المرجو إذا لم يكن فريق التعليم من عجينة المجتمع الذي يعلم فيه ويتعلم منه.

 adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر