كل يوم
خلط في غاية السوء!
لن أرتكب الحماقة ذاتها التي ارتكبها كاتب يمني، لم تعجبه تغريدات الفريق ضاحي خلفان في حسابه الشخصي على موقع «تويتر»، فتطاول على دبي ودولة الإمارات عموماً، ماسحاً بجرة قلمه المسموم تاريخاً عريقاً من المودة والمحبة والتعاون يربط الشعبين قبل البلدين.
لن أكون مثله أبداً، فأنا، ومعي جميع أهل الإمارات، نثمن ونقدر ونحب الشعب اليمني، كما نحب جميع الشعوب العربية، وندرك تماماً أن كاتباً مثل هذا لا يمثل سوى نفسه، في حين أن اليمنيين بشكل عام يبادلوننا الحب والمعزة، ولن ينغص علاقاتنا المتميزة معهم مقال أو مقالات عدة من كتاب شاذين فكرياً.
لا أريد الدخول في مهاترات الرد، ولا أريد الدخول في تفاصيل المقال، ولكن ما دفعني إلى المرور على هذا الموضوع، هو ألم النفس من الخلط الخاطئ بين الآراء الشخصية لأي شخص، وبين موقف الدولة، والأكثر سوءاً هو التعدي بالكلمات على شعب كامل ودولة شقيقة لمجرد الاختلاف في الرأي مع مواطن من هذه الدولة، إنه أمر في غاية السوء والتخلف الإنساني والحضاري.
لا أسهل من الشتيمة والقدح والذم، خصوصاً في مثل هذا الوقت مع انتشار وسائل التقنية والتواصل الاجتماعي، ولا أعتقد أن هناك من لا يستطيع رد الشتم بالشتم، فالأمر لا يكلف سوى جهاز كمبيوتر أو لوح «آي باد» أو هاتف ذكي، والإمارات تتفوق تكنولوجياً على كثيرين من هذه الناحية، لكن في الإمارات عقول ومبادئ وأخلاق وقيم تمنعنا من ذلك، والإمارات دولة تجمع بين الشعوب ولا تفرقها دائماً، ولا نرد الإساءة بمثلها، مع أننا نستطيع ردها بأسوأ منها.
من حق أي إنسان في الوطن العربي الرد على الفريق ضاحي خلفان في «تويتر»، مادام الأمر مفتوحاً برغبة ضاحي خلفان، لا علاقة للإمارات بذلك، ومن حق أي إنسان أن يعجب بشخصيته أو لا يعجب بها، هو أمر لا علاقة لنا به، وضاحي خلفان أقدر على التعامل مع جميع مخاطبيه، لكن ليس من حق أحد أبداً التطاول على الإمارات كدولة، وليس لأحد الحق في تعميم الحقد والكراهية على الشعب الإماراتي، ذلك منتهى القبح والسذاجة.
لا يوجد تبرير عقلاني لهذا الخلط، ومن لا يعرف أساسيات حرية الرأي والتعبير فلا يطالب بها، وشتان بينها وبين الممارسات الكثيرة المنتشرة في ذلك العالم الافتراضي، فما يحدث أمر مشين، يأباه العقل والمنطق وتعاليم الدين الحنيف، ومبادئ الأخلاق التي يحرص كل عربي على غرسها في ذهنية أطفاله.
الإمارات أكبر من تلك العقليات، وهي أرقى بكثير من تلك الكلمات والمهاترات، ولن تؤثر هذه الصغائر في سياستها الحكيمة القائمة على الاحترام ونشر مبادئ الحق، ودعم الإنسان أينما كان، لن تهزها جُملٌ وعبارات حاقدة، ولن نعمم الغضب على شعب زاخر بتاريخ عظيم، وتربطنا به أسمى علاقات الود والمحبة.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .