مزاح.. ورماح
خوذة الأحلام
بعد أن قرات الخبر، مددت سجادة صلاتي على عجل وصليت ركعتي الحاجة بتذلل وخشوع، ثم دعوت الله بكل ما أوتيت من بلاغة الدعاء، وقوة الإيمان، أن يفشل الله اختراع العالم الأميركي «ستيفن هوكينغ»، وأن يعمي قلبه، ويضيع تعبه، ويبدّد وقته، ويذهب ريحه، ويفشل جميع تجاربه، إنه سميع مجيب الدعاء.
صحيح أن هدف الرجل نبيل، وغايته إنسانية بحتة، فاختراع خوذة ذكية تترجم إشارات المخّ إلى كلمات ناطقة، تساعد مئات الآلاف من المشلولين الذين لا يستطيعون التعبير بألسنتهم أو تحريك أيديهم، إلا أننا في وطننا العربي «الديمقراطي» لا نضمن أن تقوم الأنظمة المخابراتية بإلباسها إجبارياً للشعوب، لتعرف في ماذا تفكّر، وبماذا تحلم، وماذا تتمنى، وعلى من تدعو، وكم تبلغ درجة تمدد انبساطك أو انقباض حزنك، ثم تقوم بإجراءات اختبارية لتجديد «ملكية مواطنتك الصالحة»، كما تجدد رخصة السيارة، طبعاً بعد أن تدفع «ثمن» كل مخالفاتك النفسية والفكرية للمخبر المناوب «في دائرة مرور الأحلام».
أو أن تقوم الأنظمة العربية بربط «الخوذة الناطقة» إلكترونياً بقاعة ضخمة تعرض فيها على شاشات «بلازما» واسعة، مثل قاعات تداول البورصة، تمر أحلام الناس وتذمراتهم «الجوانية» وقرفهم «الصامت» من نفاق المسؤولين، وفسادهم ونفوذهم وغبائهم بالخط الأحمر، والدعاء للحاكم بطول العمر وسداد الرأي والصحة والعافية باللون الأخضر.
يخفق قلبي بسرعة، ويتعرق جسدي، كلما قرأت عن اختراع جديد من هذا القبيل، فكل ما يصل أحدهم إلى إنجاز تكنولوجي تاريخي يتعلق بكشف أسرار النفس، أو يقوم بـ«البرنت آوت» للأحلام، أقول لقد خسر الشعب العربي آخر معقل من معاقل عيشه «التمني».
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.