في رحاب الجامع الكبير

مشهد رائع ومؤثر، تكاد الصورة تكتمل في جامع الشيخ زايد الكبير، أنوار رمضان تعانق القلوب الخاشعة، وآيات الرحمن تنساب بصوت المتألق مشاري راشد العفاسي، فتحلق بالنفوس الهائمة في فضاء رحمة الله الواسعة، تلتقي روعة البيان مع روعة المكان فتملآن الأرواح سكينة وإيماناً. وتزاحم هين لين تتلامس فيه أكتاف المصلين من دون أذى، وتلتحم أجسادهم بلا جور متغلبة على كل أشكال الاختلاف في لون أو أصل أو حسب أو نسب. ومجاميع من شباب وفتيات البلاد تتسابق لحضور الصلاة لتؤكد أن للدين في هذا البلد الأمين ركائز تزداد رسوخاً كلما تعاقب الزمان ومهما اشتدت مؤثرات العولمة.

وتزداد الصورة بهاء وروعة بعد التسليمة الأخيرة عندما تقصد مجاميع أبناء وبنات الإمارات قبر «أبوهم العود» الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وترتفع الأيادي الى السماء وتلهج القلوب بالدعاء راجية المولى جل في علاه أن يشمل صاحب ذلك القبر بعفوه وغفرانه والعتق من نيرانه. هناك تتجلى قيمة صلة الرحم لدى أبناء وبنات الإمارات في أبهى صورة، لتؤكد خصلة الوفاء وروح الأسرة الواحدة الضاربة في نسيج المجتمع الإماراتي، التي رسخها زايد، رحمه الله، لتكون أسلوب حياة وطريقة تفكير لا تشوهها دخائل الأمور ولا تزيلها رياح التغيير.

وفي الزاوية المنفرجة للمشهد الرائع تأبى الصورة إلا أن تكتمل بإعادة اطلاق صوت المؤذنين لحظة إقامة الصلاة عبر مكبرات الصوت في المساجد لتكون باكورة لهدايا استقبال رمضان.. خطوة تستحق الشكر في معناها وتوقيتها.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة