5 دقائق

سلامة الصدر

د.عبدالله الكمالي

شدني، رعاكم الله، هذا الجواب النبوي عن سؤال الصحابة الكرام، رضي الله عنهم، لما قالوا: يا رسول الله أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي، ولا غلّ، ولا حسد.

فهذا الجواب النبوي البديع يذكرنا بعبادة عظيمة قد نغفل عنها كثيراً ألا وهي سلامة الصدر من الغل والشحناء والحقد والحسد، فواقع بعض الناس، خصوصاً في علاقاتهم بأقاربهم وأرحامهم واقع مؤلم جداً وللأسف الشديد، تقاطع وتباغض وكل طرف يضمر الشر والكيد للطرف الآخر، مع أننا لو تأملنا في سبب التقاطع والخلاف لوجدناه في الأعم الأغلب سبباً تافهاً حقيراً لا يستحق أن يلتفت إليه من الأصل، وكم جاءني من يسأل قائلاً: والدي يغضب إن زرت عمي فهل أطيعه؟! وأخت تقول: أمي لا تحب أن أصل خالتي فهل علي ذنب لو زرتها؟!

إن تحقيق سلامة الصدر باتباع هدي المصطفى، صلى الله عليه وسلم، فعلى شدة إيذاء كفار قريش له، وهم أبناء عمومته وأرحامه، يعفو عنهم ويصفح، وهذا كله من عظيم خلق النبي، عليه الصلاة والسلام، فهلا اقتدينا بحبيبنا وإمامنا، عليه الصلاة والسلام.

إن علاج هذا التقاطع والتهاجر بين الأرحام والأقارب يبدأ بإزالة الأسباب الوهمية كافة، التي تحول دون عودة الأمور إلى طبيعتها وأيضاً ببذل الأسباب التي تعين على الصلح والتواصل.

والتقرب إلى الله بتحقيق سلامة الصدر خصوصاً بين الموظفين سيثمر بيئة عمل جميلة جداً، وعندما تكون قلوب بعض الموظفين في المؤسسات الحكومية والخاصة مملوءة محبة ومودة، فهنا حتما سنجني ناتجاً متميزاً من هذه المؤسسات.

ولتحقيق سلامة الصدر بين فئات المجتمع كافة ينبغي على وجهاء وحكماء ومثقفي المجتمع أن تكون لهم كلمة في ذلك، من خلال سعيهم في الصلح بين المتخاصمين، ولم شم المتفرقين، فرب كلمة كتب الله فيها اجتماعاً وألفة.

وقبل الختام أشيد بمبادرة الشيخ ماجد بن محمد آل مكتوم، التي تحمل عنوان: الأجر، فهي دعوة جميلة لسلامة الصدر في هذه الأيام المباركة.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

@alkamali11

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر