«ليبور كامب كيم جونغ»
أسماء رؤساء كوريا الشمالية تصيب من يحاول حفظها بالضياع، فالرئيس الجديد كيم جونغ أون هو ابن كيم جونغ إل، وهذا بدوره ابن كيم إل سونغ، كيف يكون كيم ابن كيم، ولماذا يتغير الاسم الأخير؟ حسناً لنفترض أنهم يسمون أبناءهم بطريقه «ريوس»، فحتى القراءة المعكوسة «دزنت مايك سنس»! لأن جونغ تسبق سونغ وتبقى «إل» عندها في مكانها لم تفهم شيئاً، هناك أمر أصعب من هذا!
غرام مجتمعنا الجديد بالتصنيف، وفرز الناس إلى فئات ومشارب وأحزاب ما أنزل الله بها من سلطان «ليبرالي»، شخصياً لم أستطع حفظ هذه الكلمة إلا بعد أن ربطتها بسكن العمال «ليبور كامب»، حقيقة أنا إلى الآن لا أفهم معنى هذا المصطلح، ولا أجد له تعريفاً أسهل من أسماء الرؤساء الكوريين، فصديقي الليبرالي أو الذي يقول الناس عنه ليبرالي هو الذي يوقظني يومياً لصلاة الفجر، وهو الذي أراه دائماً في الصف الأول من المسجد، أما صديقي «الأصولي» فهو الذي يشككني دائماً في أمور العقيدة، ولا أراه إلا وقد سب هذا وفتن هذا ولعن هذا، فهل سيحاسب كل منهما على تصنيفه لدى الناس أم سيحاسب على أعماله وما قدمه لنفسه ودينه ووطنه؟!
بالطبع أنا لا أعمم، فقد يكون هناك برلابي، ليبراري (تذكر الكامب!)
حسن، وليبرالي آخر سيئ، وقد يكون هناك وهناك حتماً أصوليون مخلصون ذوو أخلاق عالية ومتدينون حقيقيون، لكن ما هذه التصنيفات السخيفة التي أصبحت تتزايد يومياً بشكل يقسّمنا أكثر وأكثر؟ ولماذا يجب عليك أن تحب طرفاً وتعادي الآخر؟!
ما الذي يمنعني؟ ومن الذي يستطيع أن يمنعني من أن أحب الشيخ العريفي وأستمع له، في الوقت نفسه الذي أحب فيه الحبيب الجفري وأستمع له؟ لماذا يجد البعض أن من الغريب أن تشاهد قناة الرسالة ثم تشاهد قناة العربية؟ هل من الخطأ أن أشتري كتاباً لأبي إسحق الحويني في مجاله وكتاباً آخر للأصفهاني؟ ما المانع من أن استمتع بـ«تغريدة» لمحمد الهاشمي وأخرى لابن ثالث؟! ألا يمكنني أن أستفيد من الجيد لدى الجميع وأترك المختلف عليه لدى الجميع؟ أيهما أكثر، ما يوحدنا أم ما يفرقنا؟
ملأتم حياتنا تقسيمات وتصنيفات وتحزبات وقيحاً وجروحاً، قد تندمل، فاتركوا لنا هامشاً لحب الجميع.. وللفرح!
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .