«الشلّق!»

ما أسوأ الأخبار هذه الأيام، فحين تكون في قمة الحالة النفسية الجاهزة للغوص في السعادة يكفيك فتح أي صحيفة أو تلفاز لمدة دقيقتين لتصيب نفسيتك قاذفة نكد تجعلك تنظر إلى المروحة المعلقة في السقف، وإلى عقالك والورقة البيضاء والقلم على الطاولة ومحاولة ربطها سوياً في مشهد يجعل ما تقوله هذه المرة يحتل الصفحة الأولى بدلاً من الأخيرة!

في هذا الأسبوع أخبار عدة أحدها عبارة عن مجموعة فتاوى من مفتين مختلفين أكدوا أن أموال المتاجرين بالـ«شلّق» حرام، وأنها من السحت ولا بركة فيها وآثم من يتعاطاها. و«الشلق» هو الألعاب النارية أيها الأخوة لا، لا، نحن لا نتحدث هنا عن نوع من أنواع الخمور الأسكتلندية!

الخبر الآخر هو ذلك الخبر من إحدى الجهات الحكومية بالقبض على «عصابة» كانت تهرب الشلّق وتحاول بيعه بالتجزئة في أسواق الدولة والعياذ بالله! كل ما كان ينقص الخبر هو وضع صورة المهرب وقد غطى ذلك المستطيل الأسود الشهير عينيه وأمامه مجموعة من أنواع الشلّق الشهيرة: الفريري، الصاروخ، بودرعمه، المطوطو، المفرقع، وبالطبع نوعي المفضل: بوراسين!

وربما يصدر قريباً تشريع يقسم أنواع استخدام «الشلّق» إلى حيازة، وحيازة بقصد المتاجرة، وحيازة واستخدام، ومن هذه التسميات المعروفة. وربما تجد أحد مستخدمي الشلق وقد وقف أمام بيته جيمس أسـ.. ولا بلاش من هذي.. احنه مالنا!

صحيح أن هناك مآسي كثيرة وقصصاً مؤلمة لأطفال تشوهوا أو تأذوا، ولكن السبب الرئيس كان الاستخدام الخاطئ والأنواع غير الآمنة، وعدم وجود المراقبين والمرافقين، وقد تطور علم الألعاب كثيراً فهناك حالياً الكثير من المفرقعات والألعاب التي لا تستخدم البارود أصلاً ولا تحتاج لإشعال، وهنا دور المؤسسات الداعمة للإنتاج الوطني ولمشروعات الشباب، مللنا مشروعات العباءة والصالون النسائي وتغليف الحلويات والـ«كب كيك»، بالطبع نحتاج لمشروع مثل هذا يلبي حاجة محلية تكون مسلية ولها مستخدموها ومواسمها.. وبالطبع وقبل كل شيء أن تكون آمنة على المستخدم والبيئة!

سؤال أخير: لماذا نشتق دائماً أوصاف الكذب من أصوات الألعاب النارية: طاخ، بم، تشوووب، صاروخ؟!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة