منكم السموحة
نظرة مورينيو الضيقة!
لماذا لا يعترف المدريديون بالخسارة، ويباركون لبرشلونة الفوز بكل روح رياضية، ثم ينتظرون مباراة الإياب للرد في الملعب ليلة بعد غد الأربعاء، بدلاً من «التنكيد» على الكتالونيين في كل نصر يسجلونه، والانغماس في مهاجمة التحكيم وتحميله مسؤولية الهزيمة، من دون الاعتراف بالأخطاء التي يرتكبها فريقهم الملكي لمحاولة إصلاحها؟
نسي مدرب الريال مورينيو أحقية برشلونة بضربتي جزاء لم تحتسبا، ونسي عجزه عن هز شباك الفريق الكاتالوني طوال الـ90 دقيقة بطرق تكتيكية أو بهجمة منظمة تثبت علو كعب الفريق الملكي المتوج بطلاً للدوري الإسباني الموسم الماضي، لأن الهدف الأول المسجل عبر كريستيانو رونالدو جاء من ضربة ركنية ثابتة، يمكن أن يحرزه أي لاعب بالمصادفة لو سنحت له فرصة لمس الكرة برأسه بطريقة جيدة، ثم سجل الثاني من خطأ للحارس فالديز الذي استهتر بالكرة أمام دي ماريا، إذاً أين هو مورينيو وفريقه؟
ركز مورينيو حديثه عن هدف الرد البرشلوني الأول الذي سجله بيدرو بعد أن خطف الكرة خلف كونتراو، واعتبره تسللاً بعد مراجعة الإعادة التلفزيونية، رغم أنها من الحالات الصعبة والمواقف الجدلية التي لا يحددها إلا حكم الراية الأقرب والأجدر باتخاذ القرار في أجزاء من الثانية، من دون الاتكال على مشاهدة اللقطة مرات عدة «على البطيء»، لكشف حالة التسلل، إن كانت بتقدم يد المهاجم أو قدمه أو خصلة من شعره، كما يدعي المدريديون.
لن أفتي بصحة الهدف من عدمها، لأنني شاهدت صورتين، الأولى بثها جمهور برشلونة، وتبين فيها أن موقف بيدرو كان صحيحاً، والأخرى بثها المدريديون ويتضح فيها التسلل، بل سأتحدث عن القيمة الفنية لهذه المباراة، والدروس والعبر المستفادة من كلا الفريقين، وكيف تمكنا من تطوير أدائهما في أشهر قليلة، وامتاع العالم بالأهداف واللقطات المثيرة، والمواقف الطريفة، خصوصاً الريال الذي عانى أخطأ بسيطة في إغلاق الجهة اليمنى، في الوقت الذي ظهر فيه الفريق أكثر تماساً خارج أرضه وعلى ملعب «كامب نو» المرعب بشكله وجمهوره المتعصب، فيما أصبح برشلونة أكثر قدرة على إيجاد الحلول الهجومية والتسديد على المرمى من مختلف الجهات والمحاور ومن خارج المنطقة بدلا من أسلوبه القديم والعقيم بالاحتفاظ بالكرة حتى الوصول إلى خط المرمى.
ومن النقاط الجديرة بالاهتمام أداء النجم رونالدو المتميز الذي مسح صورته السلبية في «كلاسيكوهات» سابقة، ولعب بشجاعة أكبر، وبتحركات خطيرة وتوغلات في أرض البرشا من دون خوف أو هلع، بينما كان نظيره ميسي تائهاً على غير عادته، ولم نشاهد له لقطة واحدة من مراوغاته المعهودة وتلاعبه بالمدافعين، في الوقت الذي برز فيه انييستا وتشافي كلاعبين يمكن لهما أن يخطفا الأنظار ويصبحا من نجوم «الشباك» في الأيام المقبلة.
لنوسع نظرتنا الضيقة قليلاً، ونطو صفحة المناقشات غير المجدية، ونستمتع بما يقدمه الفريقان الأفضل في العالم، ونتعلم من فنونهما وأدائهما الراقي، ولنستعد لموقعة الأربعاء التي أتوقع أن تنتهي بالتعادل.
http://twitter.com/#!/ahmad6663
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .