مزاح.. ورماح
تحت وسادتي..
بطقوس العاشقين المحبطين القدامى، سأفعلها الليلة.
بعد أن تغيب الشمس تحت جفن الليل، سأصعد إلى السطح حاملاً كل أدواتي العتيقة، وبطقوس العاشقين القدامى، سأتسلل إلى داخلي وأسرق مني أنا المتعبة، أجلس في عتمة الأفكار، أتزنّر بشوقي وأمارس وجعي بأدواتي، دقة على القلب ودقة على المسمار.
❊❊
حسب خبرتي، فشريط «ألف ليلة وليلة» يكفي للقيام بالمهمة، صحيح أن أحد الشباب كتب عليه من الخارج أحمد عدوية، لكن المحتوى يعود لأم كلثوم، وصحيح أن أجزاء كثيرة من الأغنية مفقودة، بعد استئصال بعض الأجزاء «المعلوكة» في حوادث سابقة، لكن موضوع الأغنية مفهوم. مسجل «البناسونيك»، على الرغم من كل علاته، من صعوبة تثبيت زر التشغيل، وخراب زر الترجيع، ما يعني استحالة إرجاع مقطع مهم من الأغنية، وعلى الرغم من أن صوت أم كلثوم يخرج من سماعته الوحيدة مثل صوت «جوز فزّة»، إلا أنه خير من يطربني، وخير من يألفني.
بطقوس العاشقين المحبطين القدامى، سأفعلها الليلة، فرشة أسفنج «نص ضغط»، ومسجل «بناسونيك»، وشريط «ألف ليلة وليلة»، وأبريق شاي بميرمية مقلوب على «زنبعته» كأس «شمس»، شبّاح أبيض ماركة «هنداوي» وسروال «صنع في شنغهاي»، كل ما ذكر كفيل بأن يستخرج المشاعر من على سطح السهر، وبكميات عشقية.
بطقوس العاشقين القدامى، سأضع الدفتر على ركبتي وأكتب بخط متأنٍ وبحروف واضحة: «أيها الوطن الممتد منّي إلي، تعرف كم أحبّك، وتعرف كم حاولت أن أوصل إلى يديك رسائل خوفي وقلقي، لكن كل الطرق إليك مغلقة، يداي قصيرتان، وكل الأيادي الطويلة مصفّقة، لا بأس إن فتّشوا غرف القلب، فأنا عاشق في زمن فيه التهمة الكبرى: (أن تعشقَ)، أيها الوطن الممتد مني إليّ... رسالتي، ها هي تحت وسادتي، فتعال بالحلم والتقطها».
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.