لوسي تحذّر..!
ليس فقط بان كي مون يحذّر.. والأخضر الإبراهيمي يحذّر.. وكوفي عنان يحذر.. ولافروف يحذّر.. وأردوغان يحذّر.. ووليام هيغ يحذّر.. فقد دخلت لوسي على الخط أيضاً وبدأت تحذّر.
عبّرت الراقصة لوسي عن قلقها البالغ من انقراض مهنة الرقص في المستقبل، منوهة بأن معظم الراقصات في هذا العصر غير معروفات، وأن الاهتمام بدأ يتضاءل بالرقص الشرقي وأنها قلقة جداً جداً على هذا الفن الراقص.. أقصد الراقي.
لا حول ولا قوة إلا بالله، طيب يا إخوان، ما دام أمور السياسة معقّدة، والقضايا الكبيرة (معصلجة)، ووساطات التهدئة باءت بالفشل، وخطط الحل السلمي بدأت تتلاشى.. دعونا نحل جزئية أخرى من مشكلاتنا العربية العالقة، فالوضع العربي لا يحتمل ملفات جديدة.
تفضلي يا مدام لوسي! فصّلي ونحن نلبس، ماذا تقترحين علينا - نحن الجماهير العربية - أن نفعل لنحافظ على الرقص الشرقي؟ هل نقوم بعمل محمية خاصة بالراقصين مثل محميات الطيور النادرة وكائنات البراري، ونمنع الناس العاديين من الاقتراب أو الصيد أو اللمس أو التصوير حتى؟ أم نقوم بتحويل ملف الانقراض إلى قناة «ناشيونال جيوغرافي»، ليرسلوا إليكم باحثيهم وخبراءهم ويدرسوا طرق عيشكم وكيف تنامون وماذا تأكلون، ثم يضعوا لنا حلولاً طويلة المدى تنهي مخاوف «الانقراض»؟ أم نقوم بتزويج أكثر من «راقص وراقصة» شرقيين على سنة الله ورسوله، لنضمن بعد عقدين من الزمان كميات كبيرة تكفي حاجة السوق العربي وننهي مخاوف الانقراض؟
دلينا ماذا نفعل، هل ندرج هذه القضية على جدول أعمال وزراء الخارجية العرب، أو نطلب التصويت عليها في مجلس الأمن، أو نضعها على جدول الجمعية العامة، أو نعرضها على دول عدم الانحياز، على الدول الصناعية السبع، على منظمة أوبك، على «راقصون» بلا حدود، على برنامجي رومني وأوباما الانتخابيين؟ دلينا ماذا نفعل، ورقبتنا «سدّادة» ورحمة جدتي رقبتنا «سدّادة».
تخشين على الرقص الشرقي من الانقراض؟ نعم يا هانم؟! هناك دول مهددة بالمحو والمسح من خريطة العالم، وشعوب تذوّب كل لحظة بأسيد الوقت وعلى «الوحدة ونص»، وبدون إيقاع أيضاً!
ليت المسألة تقف على «هزّة خصر» يا مدام!
المسألة تجاوزتها إلى «هزّة» مصير.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.