مزاح ورماح
«وانتو بكرامة»
سخيف جداً ذلك الخبر، الذي تناقله الناس عن وجود محل تجاري بمدينة العين الجميلة يعرض بيع نعال «وانتو بكرامة»، بسعر يقارب الـ50 ألف درهم، بهذا قمنا بكل فخر بقص شريط الافتتاح رسمياً للانتقال من مرحلة شكر النعمة إلى مرحلة بطر النعمة.. نعال بسعر الكورولا.. أهو كله مركوب!
إلى من يهمه الأمر، هذا المبلغ كان يكفي في حملة «الإمارات اليوم»، ووزارة الداخلية لإخراج متعسرين عديدين من السجن والعودة إلى أبنائهم.. لكن البعض يرى أن الأولى «خلّ يولون».. المهم أن أرتدي ذلك النعال «وانتو بكرامة»، وأحرص على ارتداء كندورة قصيرة نسبيا معه، لكي يظهر بشكل كامل، ومن الضروري أن أجلس في مقهى مفتوح من دون طاولات، لكي يراه العالم، وأضع ساقاً فوق أخرى، لكي يراه الجميع حتى الأحول منهم، فالرجل هذه الأيام يعرف باثنتين: «موتره.. ونعاله»!
بعض الذين لا يفهمون في الموضة، يقولون إن سعر النعال «وانتو بكرامة» يكفي لإعالة أسرة محصورة على الحدود السورية الأردنية لمدة عامين.. أسرة تبحث عن ما ترتديه قبل قدوم شتاء الصحراء القارس، وهي لا تعلم هل من بقي وراءها في بلاد الحديد والنار لايزال يملك أقداماً يمكن أن تُشترى لها نعال بـ50 ألف درهم، أم أنها قطعت في إحدى مجازر النظام اليومية.. الأمل لايزال معقوداً على الأخضر الإبراهيمي بالطبع، وإن كان هذا الأخير لا يملك مهارات الأخضر الآخر المسمى، الأخضر باللومي، الذي كان يمتلك ساقين أدخلتا السعادة إلى قلوب ملايين العرب، من دون أن ترتدي ساقاه أي شيء!
يقول القائمون على هذا الإنجاز التاريخي إن السبب هو أن النعال مزين بفصوص عدة من الألماس، فبعد السيارة الشهيرة والنعال، هل نتوقع «وزاراً» بـ70 ألف درهم؟! وهل سيكون السبب فصوص الألماس أيضاً؟! ومن أين توضع من الداخل أم الخارج.. وربما يحمل «الوزار» توقيعا لمصمم شهير مع عبارة: «مع محبتي وخالص الأمنيات»!
في ماضي الرجال الذين كانوا.. كان كل معلم يدلّ على تأنق مبالغ فيه يعتبر مثلباً في الرجولة.. وكان الاهتمام الزائد بملابس الرجل يعد نوعا من الميوعة والتشبه بالنساء!
والمتشبه بالنساء ماذا يسمى «وانتو بكرامة»!
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .