مزاح.. ورماح
(دواهم!!!)
ما المطلوب مني بالضبط في هذا اليوم السمج!! أن أدعي التعاطف مع طلاب المدارس في أول يوم دراسي لهم، بعد أن قضوا ثلاثة أشهر في التسكع في المولات، والتسمّر أمام شاشات التلفاز، والتبرطع هنا وهناك! هل المطلوب مني وضع عبارة تعريفية: (بالتوفيق لرجال الغد) أم النزول إلى الشوارع وتوزيع الورود عليهم والحرص على أن تقوم وسائل الإعلام بتوثيق هذه: (اللفتة الحضارية)!
بكل صراحة وفم ملآن: لا أشعر بأي نوع من التعاطف معكم أيتها المخلوقات الصغيرة، بل كل ما أشعر به هو الغيرة والظلم.
لماذا يجب أن أتعاطف مع طلبة المدارس؟ هل لأن الدولة هيأت لكل منهم باصات مكيفة و(مضروبه مخفي) وهناك مشرف باص دائم ومراقب، في الحين الذي مرت علينا السنوات الاثنتا عشرة العجاف نقفز من وإلى الباص أثناء تحركه ويكفينا الحصول على موقع في الباص للوقوف كأننا في مترو أنفاق، وإذا كان مزاج (راعي الباص) عكراً ذات يوم فربما اضطرنا إلى التجمع في نهاية الباص أو على سطحه، كما يفعل البنغاليون الساكنون في دكا في مواسم الأعياد بالصور الشهيرة كل عيد، أما موضوع المكيف فكان ترفاً لا قِبَل للمنطقة التعليمية به! وماذا؟ مشرف باص!! هذه كانت ستكون دعابة لا تجد من يصدقها! كان أكثرنا حظاً لا يحلم سوى بالنزول من الباص دون أن يحصل على (ضربة قفا) مجهولة المصدر أو أن تصيبه (نخامة) ضلت طريقها إلى الخارج!
نتعاطف معهم من أجل المدارس التي يمنح كل منهم (كبتاً) فيها ليحتفظ بكتبه ودفاتره وملاحقه؟! وللحرص على عدم أذية ظهره بالأثقال الإضافية! ونحن الذين حفظنا شوارع ميونيخ وبانكوك ومايو كلينيك من كثرة مراجعاتنا هناك لمعرفة سبب إصابة جيل بأكمله بالدسك وانحناء الظهر والانزلاقات الغضروفية، ولايزال يصر المسؤولون على أن سبب انحناءات ظهورنا هي (عاداتنا الصحية الخاطئة)..!
هل نتعاطف مع الطلبة لأنهم يملكون خطاً مباشراً بل ومجانياً يمكنهم الاتصال به حال اعتقادهم بأنهم يتعرضون للإيذاء، ونحن الذين كنا عبارة عن كرة بينغ بونغ بين المنزل والمدرسة، فهنا توقيع خيزرانة المنزل بسبب الدرجات وهناك توقيع (هوز) المدرسة بسبب الحركات.
يا طلبة اليوم (حبوا أيديكم وجهاً وقَفاً) واحمدوا الله ألف مرة، يكفي أن مدارسكم من طابوق، ويكفيكم أنكم لم تجربوا معنى أن (يطيح السقف) أثناء حصة التربية الفنية التي كان يطلب فيها منكم الأستاذ رسم (مدرستي الجميلة)!
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .