مزاح.. ورماح

نزهة إلى دمشق

أحمد حسن الزعبي

كان العرب يقولون دائماً: «شوف العنز واطلب منها الحليب»، وذلك في دعوة خفية لقراءة المعطيات قبل رفع سقف التوقع، أو للعودة (فلاش باك) إلى المعطيات إذا ما خاب بك الظن أو سقط بك سقف التوقع.

❊❊

عندما شاهدت الأخضر الإبراهيمي وهو يرتدي بدلة «السفاري» الرمادية، ويضع يديه خلف ظهره، ويجيب عن أسئلة الصحافيين بتكاسل وإحباط.. كأنه خارج للتو من لعبة «تريكس» أو مغلوب في جولة طاولة زهر، عرفت أن الدم السوري سيظل يجري طويلاً طويلاً، وأن فرصة نجاح المبعوثين الأمميين في سورية كفرصة التحاق أمي بوكالة ناسا الفضائية.

ترى لمَ كل هذه المتاجرة بأحلام الملدوغين بعقرب الوقت إذن؟ ولمَ كل هذه المقامرة الظالمة والمملة بأمنيات النازحين والنازفين وأنتم تعرفون أنه ليس في جعبة كوفي أنان منديل يخرج حمائم سلام؟ وليس في قبعة الإبراهيمي أرانب بيض للتهدئة، وأن أقصى ما ينجزونه في دمشق نزهة في قصر الرئيس، ووجبة مشاوٍ دسمة محضرة على مهل، وكأس(..)، ثم يخرجون لـ«يطعموا» الشعوب خيبة أمل بـ«البشاميل».

منذ سنتين وسورية كلها تنزف، حتى استحال جبل الشيخ ضمادة جروح، ونهر العاصي أنبوباً مغذياً، ومازلتم تقترحون، تزورون، تفاوضون، ترتاحون، تعبّرون، تتمنون، تتوصلون، ثم تعودون على طائرة الحرفين العالميين (UN).

متى ستملكون حلاً يخفف عن هذا الشعب المستيقظ على فجر طائرات الـ«ميغ»، والنائم في ظل دبابة؟ أو على الأقل ارفعوا أيديكم يا عمي عن هذه القضية ودعوا الشعب يتصرّف بمعرفته، ويصنع مستقبله بأظافره، لا توهموا الشعوب والأمم التي بنيتم فوق اسمها قبّتكم أنكم المنقذ والمخلّص والحامي والمحامي، وأنتم تعرفون في سرّكم أنكم شركاء «الحرامي»!

يقول الراحل محمود درويش في «يوميات الحزن العادي»: «تخطئ عندما تضع سلاحك بيد غيرك».. وها قد وضعناه.

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر