ملح وسكر
لقاء السوبر الذي جمع العملاقين العين والجزيرة كان خير افتتاحية للموسم الكروي الجديد، حيث ظهرت الصورة في أبهى حلة لها، بعد أن اجتمعت فيها كل عناصر النجاح. فالفريقان بأدائهما الفني عكسا نتيجة عملهما طوال فترة الصيف التي تخللتها تحضيرات ومعسكرات وجهود جبارة لتجهيز لاعبيهم لهذا الموسم، وبسبب ذلك جاءت الكفة متوازية طوال مجريات اللقاء، حتى احتكما إلى ضربات الترجيح، التي لم تخل أيضاً من الإثارة، ورفضت أن تفض سامر المباراة عند الضربة الخامسة، بل امتدت إلى ضربات إضافية، كان بطلها حارسي الفريقين، لكنها شهدت تفوق داود سليمان حارس العين ليكون البطل السوبر، بعد أن تعملق في صد أكثر من ضربتين وسجل ضربة واحدة، حيث كتب له شهادة ميلاد وأعلن عن نفسه ضمن نخبة الحراس في الإمارات، ولهذا فإن السوبر ذهب للفريق السوبر، الذي سيكون صعب المراس في هذا الموسم، وفي اعتقادي أن من يفكر في الفوز بإحدى البطولتين (الدوري والكأس) فإن عليه أولاً اجتياز وتخطي الزعيم، الذي ظهر زعيماً بلاعبيه وبجهازه الفني وبإدارته وحتى جماهيره!
- صعود الظفرة والشعب وعودتهما إلى اللعب مع المحترفين جاء نتيجة منطقية وطبيعية قياساً بما قدماه من مستوى وأداء خلال سير لقاءات الدورة الرباعية. فالظفرة عمل جاهداً من أجل لحظة التتويج، حيث انتدب لاعبين محليين مميزين وتعاقد مع محترفين أجانب شكلوا فارقاً كبيراً معه إبان لقاءاته الثلاثة، حتى نال مراده وحقق الصعود والتأهل للعب مع الكبار، بينما اعتمد الكوماندوز على سلاح الإرادة والعزيمة، ثم طوع قدرات لاعبيه بشكل أفاد الفريق، إذ أثبت من خلالها أن الشعب قادر على قهر المستحيل، بعد أن عكس صورة جميلة ومستوى فنياً رائعاً استحق معه الصعود والعودة، بعد غياب دام ثلاث سنوات، لذلك كانت الفرحة كبيرة وعارمة عاشتها الإمارة الباسمة، خصوصاً جماهير الفريق التي عانت مرارة الحرمان طويلاً، وعادت بقوة وبكثافة غير مسبوقة، مؤكدة أنها ستكون رقماً صعباً في دورينا، بعد أن فرض الشعب أسلوبه على أجندة البطولة من خلال مستواه وأدائه القتالي، الذي كفل له الوصول إلى مبتغاه بالصعود، ليعيشه الآن واقعاً جديداً، مزيحاً بذلك كابوساً أقلقه وأزعجه سنوات طويلة.
- رغم مرارة الحزن وكآبة الموقف الذي عاشته جماهير الملك، ورغم الأسى الذي أصابها على ضياع ورقة الصعود والأمل الأخير بالدورة الرباعية، إلا أن ذلك لا يعفي الفريق بأكمله من مسؤولية الإخفاق والفشل وعدم استغلال الفرصة التي كان من المفترض أن ينقض عليها ويعض عليها بالنواجذ، خصوصاً أنه امتلك المقومات التي لو استغلت بطريقة صحيحة لما خرج بخفي حنين. فالقاصي والداني يدرك أن هناك حلقة مفقودة بالفريق، وهي سبب العلة التي تئن منها فرقة النحل، على الرغم من أن الإدارة الحالية عملت جاهدة وسعت لتوفير الجو المثالي، إلا أن الوضع بقي بمثابة اللغز الذي حيّر جماهير وعشاق الملك. فالماضي ولى وانتهى، ومن تمسك بتلك النغمة عليه أن يراجع نفسه ويستدرك أرقام وحسابات اليوم، كي يرى بأم عينه أين وصلت حال الفريق، الذي أصابه عقم الفوز في بطولة الدوري وحتى أول جولة له في الرباعية، لذا فالمشكلة تبقى داخلية، كون أهلها أعلم بها من الآخرين، أما التشكيك في اللائحة واتهام الآخرين بالمؤامرة فهو كلام للاستهلاك فقط ولتهدئة النفوس الغاضبة. فإذا ما أراد الملك النهوض والعودة، عليه بلم شمل أبنائه، ثم المكاشفة والمصارحة، وتصفية النيات والقلوب، وإعادة رسم العلاقات مع الآخرين، سواء كانت أندية أو مسؤولين أو جماهير، والتي بسببها خسر الفريق ما خسر وضاع منه ما ضاع طوال هذه السنين.
Twitter: @Yousif_alahmed
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.