(.. وأقم الصلاة!)
لا تنكر أنك تشعر بالسعادة حين تسمع هذه العبارة التي ستسمعها غداً، إن شاء الله، أنا أعلم وأنت تعلم بأن كلينا أصبح يشعر بالملل الشديد والقاتل في خطب الجمعة منذ أكثر من عشر سنوات، وأن هذه العبارة أصبحت تشعرنا بأن درساً مدرسياً ثقيلاً قد انتهى واقترب موعد «الفسحة» بعد الصلاة مباشرة ، لا تنكر وتلعب علي دور «المطوع» أنا أعلم وأنت تعلم هذا!
كلانا حاول كثيراً أن يقنع نفسه بأن الخطب الموحدة جيدة وأنها تتلافى أخطاء وشطحات الخطباء وخروجهم عن النص، كلانا حاول إقناع نفسه بأن أقدم منبر إعلامي في التاريخ هو منبر خطبة الجمعة، وأنه لم يستغل بالشكل الصحيح.
كلانا يشعر بالحنين لتلك الأيام الجميلة في مسجد الرملة في الشارقة عندما كان الشيخ «عمران الضرير» يخطب مرتجلاً بلا ورقة، أجل بلا ورقة! كلانا يذكر سعادتنا ونحن نجلس طفلين بجوار حرس حاكم الشارقة ننظر إلى أسلحتهم ونتخيل نفسينا ذات يوم بسلاح ورجولة كاملة! هل تذكر ذلك التحدي الطفولي من منا يستطيع السلام على الشيخ! كنتَ أشجع مني سلمت عليه وضحكت، وضحك الشيخ سلطان، أما أنا فكنتُ أحمق كبيراً سلمت عليه ثم «شردت» لا أعرف لماذا إلى اليوم! مازلت أشعر بالخجل كلما سلمت عليه! هل يذكر أنني ذلك الطفل الذي يسلم ويشرد؟! كانت خطب الجمعة جميلة مثل تلك الأيام!
هل تذكر حينما كانت الخطب تلامس ما نسأل عنه وتفتح لنا أفقاً في كل جمعة؟ كنا نقرر التوبة كل جمعة ويخف القرار في يوم الثلاثاء، ونمسح فكرة التوبة تماماً في يوم الخميس، نعيش فاسقين لمدة يوم واحد فقط، كانت أقصى معصية هي حضور فيلم في السينما، وربما «صلب» واحد، ثم جمعة أخرى تحيينا، على الرغم من أنه كان يوماً ليس جميلاً تماماً فيوم السبت (أول دوام) وراءه مباشرة، اليوم أصبح الجمعة أجمل، إجازة كاملة لكن خطبة الجمعة كبرت ولم تعد أجمل!
يمكن أن يتغير الكثير ليعود لها رونقها، تخيل لو أننا عدنا لأيام كان الخلفاء والمسؤولون هم من يخطب الجمعة، تخيل لو أن «الأوقاف» أعلنت أن خطبة هذه الجمعة كتبها المسؤول الفلاني من أبوظبي أو دبي أو غيرهما من الإمارات وهو المحبوب والقريب من قلوب شعبه، كيف سيكون الاهتمام والإنصات لها؟ وستصبح أكثر قدسية وأقرب إلى التطبيق، جربنا كل شيء لم لا نجرب شيئاً جديداً؟ وكما تقول «طيران الإمارات»: متى كانت آخر مرة جربت فيها شيئاً جديداً؟!
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .