كلمة لهم وكلمة لنا
من أجل نعم الله على البشرية كلها بعثة سيد الثقلين صلى الله عليه وسلم، فهو كما وصفه رب العزة: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، فهو نبي الرحمة، دعا إلى الرحمة والتراحم والسلام والإسلام، ومع هذا كان كفار قريش يتكلمون عليه ويصفونه بأوصاف السوء، فرفع الله نبينا صلى الله عليه وسلم، وكفاه شرهم وأذيتهم {إنا كفيناك المستهزئين}، ومازالت النفوس الحاقدة تتكلم على سيد الخلق إلى يومنا هذا، لكن الله أخبرنا {إن شانئك هو الأبتر}، فما تكلم أحد على النبي عليه الصلاة والسلام إلا خذله الله وأذله، فهذه كلمة نوجهها إليهم بعد أن عرضوا فيلماً فيه انتقاص للنبي صلى الله عليه وسلم، ظانين أنهم بذلك سيصرفون الناس عن معرفة العقيدة التي دعا إليها نبينا صلى الله عليه وسلم، فكان عاقبة جرمهم عليهم، فبدأ عقلاء الغرب بالقراءة عن الإسلام، فكانت هذه الجريمة النكراء سبباً في إسلام بعضهم.
أما الكلمة الأخرى فهي لنا أيها الأحبة الكرام، فالمسلم يحب النبي عليه الصلاة والسلام حباً عظيماً صادقاً، يحبه أكثر من نفسه وماله وولده، فحبه من أعظم أبواب الطاعات والقربات التي يحققها المسلم، بل لو كانت رؤيته عليه الصلاة والسلام تحقق ببذل كل شيء نملكه لبذلناه بطيب نفس، من أجل الظفر برؤيته، ولكن من أعظم أسباب مصاحبة سيد الثقلين في الجنة العمل بسنته وهديه، فليس حبه عليه الصلاة والسلام بالكلام فقط، بل المحبة الصادقة تكون بتطبيق أخلاق نبي الإسلام واتباع طريقه في الحلال واجتناب الحرام، فكم من مسلم يزعم أنه يحب النبي عليه الصلاة والسلام وينصره، لكنه يغش ويحتال ويسرق ويخدع غيره، فهذه محبة ناقصة، ويحتاج من يقع في هذه الأمور إلى مراجعة ومحاسبة نفسه، وكم من مسلم لا يعرف شيئاً عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، مع أن الكتب التي تتحدث عن سيرته كثيرة ومتوافرة، ومن أحب شخصاً حرص على التعرف إلى أخباره وقصته، ولو قصت كل أم على أبنائها شيئاً من سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم، لوجدنا جيل الناشئة على خير عظيم، فالخلاصة رعاكم الله، أننا لابد أن نجعل حبنا لنبينا فعلاً صادقاً حقيقياً، وليس ردة فعل غير منضبطة بضوابط الشرع والدين، فما قام به البعض من حرق للسفارات واعتداء على الأموال والنفوس البريئة بحجة نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز في ميزان الشرع والدين، مهما كانت عاطفة الغضب كبيرة وعظيمة، فنشهد الله تعالى أننا نعد الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم جريمة نكراء، لكن لابد أن نقول لمن يعتدي على الأبرياء: ليس هذا العمل من دين الإسلام، وما هكذا تكون نصرة النبي عليه الصلاة والسلام.
مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي
@alkamali11
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .