تركة ليوناردو دافنشي الملغّزة!
ربما لم يعرف النبيل الإيطالي فرانسيسكو ديل جيكوندو، حينما كلف الفنان ليوناردو دافنشي رسم زوجته ليزا جيراديني، أن هذه اللوحة ستمتلك كل هذه القيمة الحضارية، اعتباراً من تاريح رسمها في القرن الـ،16 مع أن دافنشي الذي يمكن تسميته بالفنان «اللغز» لم يقم بتسليم اللوحة إلى صاحبها!
وقد تجلت عظمة الموناليزا في الإبداع اللوني، وفي التعبير عن الملامح على هذا النحو، خصوصاً في التفسيرات المتعالقة حول فم الموناليزا في اللوحة، حيث يقول الخبراء إن عظمة اللوحة تكمن في فم الموناليزا، إذ تنقسم حركة في الفم والشفتين الى نصف ابتسامة ونصف تكشيرة في مشهد واحد. أما المعجزة الثانية في اللوحة ــ بحسب خبراء الفن ــ فتكمن في انك لو نظرت الى اللوحة من مناظير خاصة فإنه بالإمكان مشاهدة الأوردة الدموية النائمة تحت بشرة وجهها في اللوحة، هذا عداك عن الجهد الذي يبذله خبراء اللون في متحف اللوفر للمحافظة على طازجية اللوحة!
وهذا النمط من الغموض الذي يتركه دافنشي في بطن لوحاته ليس غريباً عليه، ولعل الكاتب الأميركي دان براون صاحب الرواية ذائعة الصيت «شيفرة دافنشي»، قد دخل في مثل هذه التعاريج الغامضة في لوحة دافنشي التي حملت عنوان «العشاء الأخير».
والحال أن لوحة الموناليزا قد استقرت وبعد قرون في متحف اللوفر الفرنسي، واستطاعت أن تكون جزءاً مهماً من اقبال السياح على المتحف، وقد تنقلت اللوحة في عواصم عالمية عدة، فقط من أجل مشاهدتها. وربما مازال العالم يذكر ذاك الإقبال المنقطع النظير الذي لاقته هذه اللوحة حينما عرضت في طوكيو، إذ تم احتساب مشاهدتها لكل ياباني بالثواني!
ومن أجل تعميق فكرة «التلغيز» في أعمال دافنشي وتركته الفنية، فقد عرضت قبل أيام مؤسسة سويسرية نسخة أكثر شباباً للموناليزا في جنيف، يعتقد أنها النسخة الأصلية للوجه الأشهر، وفي هذا الإطار يقول «ستانلي فيلدمان» المؤرخ الفني في المؤسسة «فحصنا اللوحة من كل زاوية والمعلومات المجمعة كلها تشير إلى انها سبقت لوحة الجيوكندا المعروضة في متحف اللوفر».
الفكه في المسألة برمتها هو كيف سيتصرف متحف اللوفر إزاء مثل هذا الإعلان وهذا التشكيك؟ أو أين يذهب باللوحة المزوّرة التي يمتلكها؟
وبالطبع لن يفكر أحد في أنه من الممكن للفنان «اللغز» دافنشي أنه قام برسم اللوحة مرتين متتاليتين!
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .