مزاح.. ورماح

«أرشيفنا.. وتاريخهم!»

عبدالله الشويخ

كلما دندنت بكلمات لفيروز صباحاً «حشرني» هس وعيب وما يصير واستح ع ويهك وانت مش في قهوة، لم يكن أمامي لأخرسه سوى استخدام الأسلوب الأقدم نذالة في التاريخ: يا أخي أبوك يوم كان في عمرنا كان يسمع أم كلثوم أول الصبح.. لحظات من الصمت.. ثم: احترم نفسك أبوي طول عمره مطوع.. لا كان يسمع أم كلثوم.. تخسي إنته في حياته ما سواها.. في حياته ما سواها ياخي اسأل امك إلا بالحق شو اسم أمك؟.. مالك خص ولا تغير الموضوع منو قالك أبوي سمع أم كلثوم..!

وهكذا بعد الحوار الحضاري الراقي، ولأنه يؤمن بأن الرهان الحلال لا يكون إلا من طرف واحد، تجد نفسك وقد تدبست إما بإحضار الدليل أو بالنظر إليه وهو يعلف في مقهى أرماني على حسابك في هذه الظروف «الحساسة»، التي اصطلح على تسميتها بأزمة الخمسة وأربعين يوماً!

كنت متأكداً من أنني قد قرأت منذ أكثر من 25 عاماً لقاءً مع والده، أكد فيه أنه يستمع لأم كلثوم.. اتصلت بعدد من الزملاء الإعلاميين فعقّدوا لي الموضوع، واقترح أحدهم أن أتوجه إلى المركز الوطني للوثائق والبحوث في أبوظبي وأقلب في صفحات الجرائد القديمة.

زيارة المركز الوطني صدمة سعيدة ووجبة دسمة لكل إعلامي أو كاتب أو محب للاطلاع، فالصدمة الأولى في رقي المبنى وسهولة الحصول على الوثائق القديمة وتصويرها من دون المرور بأي إجراءات معقدة أو بيروقراطية، إضافة إلى التعامل الرائع والحرفي من طرف الفريق الموجود في المركز، دع عنك روعة الأمور التي تراها وأنت تقرأ في صحيفة بعمر خمسة وعشرين عاماً أو أكثر (بحسب الطلب) لترى تلك الصور الجميلة، هذا المسؤول ألا يكبر أبداً! وذلك الآخر من الواضح أنه يصبغ، مدير الدائرة الفلانية يتزوج بكريمة فلان أهااااا إذن هو نسيبه هذا يفسر الكثير، تصريح لصباح الشحرورة لقد كبرت وسأعتزل، عادل الراشد يكتب عمود من المجالس.. أثرك شيبة يا بوراشد، صدام يهدد.. عادي، الجنرال عون يهدد.. لاحظ أنه لم يحصل على ترقية إلى يومنا! نادي الشارقة يخسر.. عادي، تعلن شركة يونغ وشركة آرنست عن توحيد مكاتبهما في الإمارات.. لم يبق آرنست ولا يونغ، تركي بن حمد بن تركي الحمد يكتب لـ«الخليج».. لا أعلم لماذا قسموا الاسم على اثنين في أيامنا، فندق (..) يقدم الراقصة.. ذهبت الراقصة وبقي الفندق بنفس أسلوبه، مدير دائرة (..) يلقي باللوم على الجمهور.. سعدالدين ابراهيم: سيبحث الغرب عن عدو جديد.. لم يسمعك أحد، لم أكن أعلم بأن الهامور الفلاني هو صاحب الوكالة الفلانية، لم تكن الناس تخاف الحسد.. المجاهدون الأفغان يقصفون قاعدة باغرام.. كلمة كدنا ننساها! صور لكورولات وماركات وأشخاص اندثروا لكن بصماتهم موجودة.. لا شيء يقارن بمتعة تصفح جريدة أو مجلة قديمة.. لا شيء إطلاقاً!

لم تسألوني إذا كنت قد عثرت على اللقاء المنشود مع والد صديقي؟! نعم! وذكر في اللقاء أنه يحب سماع أم كلثوم ويدوخ المدواخ يومياً، ويحاول تقليد مايكل! وفوق هذا كله طالع في الصورة أحول.. «دنه حأطعك»!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر