لا أشجع النصر لكن أحترم المتميزين

للأمانة لست من مشجعي نادي النصر، لكني من المعجبين جداً بهذا الفريق العصامي المكافح في الملعب، الذي يُظهر الجديد والتطور التدريجي في كل يوم نشاهده فيه، نعم هو يسير ببطء إلى الأمام، لكن خطواته ثابتة راسخة، تصعب زحزحتها أو رجوعها الى الوراء.

النصر أقدم وأعرق الأندية الإماراتية خرج أكبر المستفيدين من الجولة الثالثة لدوري المحترفين بانفراده بصدارة الترتيب بعد اجتيازه احد اعند المنافسين فريق الشباب في المباراة الثانية من حيث القوة ضمن الأسبوع الثالث بعد مباراة الأهلي والوصل التي انتهت بالتعادل 2-.2

الفوز كان مستحقاً للعميد ويعكس علو كعبه على الشباب في مباراة الديربي لأن حالة الطرد التي تعرض لها لاعب الشباب، عيسى محمد، في الدقيقة 55 لم تكن مؤثرة في الجوارح، الذي اغلق المنطقة الخلفية جيداً لتعويض خروج عيسى، ثم عاد وسجل الهدف الثاني، قبل ان يواصل النصر زحفه وتألقه ويحرز الإيطالي مسكارا هدفاً رابعاً أنهى حالة التشابك في المقدمة التي فردت السجاد الأحمر للعريس الجديد «العميد»، وتركت المركز الثاني في صراع بين الخماسي: العين والشعب والوحدة والجزيرة وبني ياس.

نعلم أن الحُكم على البطولة مازال مبكراً، وصدارة النصر لا تدل على أنه سيكون أحد المرشحين للقب، لأن دورينا في كل يوم يكشف لنا الغرائب والعجائب، فمن الجولة الأولى إلى الثانية والثالثة تقلبت المشاعر والانفعالات، وانقلبت القمة على القاع والعكس، وشاهدنا يومي الخميس والجمعة مباريات ذات مستوى فني متطور كالتي جمعت الأهلي والوصل، وما رافقها من قصص مثيرة داخل المستطيل الأخضر وخارجه، في المقابل كانت هنالك مباريات من طرف واحد مثل فوز العين على الظفرة بسباعية، وفوز الوحدة على اتحاد كلباء بسداسية، ما يضعنا أمام اسئلة مخيفة ومقلقة حول هذه النتائج وعلى ماذا تدل، وهل تعكس القوة الفنية للفائزين، أم ضعف مستوى الطرف الآخر، وعدم قدرته على اللعب في المحترفين؟ وبالتالي نفتح ملف رفع عدد الأندية إلى 41 نادياً.

ومن هذه الزاوية، يؤكد نادي النصر أن صدارته للدوري خارج «حسبة» المصادفة والحظ، بل هي انعكاس للتميز والتطور الذي يعيشه الفريق في العامين الأخيرين، خصوصاً أنه خاض معارك كبيرة وتفوق على أسماء عملاقة مرشحة للقب في الثلاث جولات الماضية، ففاز على الجزيرة 2-1 وتعادل مع الوصل 2-2 وفاز على الشباب اخيرا 4-،2 واذا حافظ الفريق على أدائه المتوازن في الدفاع والهجوم وواصل محترفه مسكارا التألق فإن سيطرة النصر على القمة ستتواصل على الأقل في الجولات الثلاث المقبلة، حيث سيواجه اتحاد كلباء ودبي والشعب.

هل بات النصر يقترب من تحقيق حلم اللقب الغائب عن خزائن النادي منذ زمن بعيد، بعد أن حل ثالثاً في الترتيب الموسم قبل الماضي، وثانياً الموسم الماضي، ومن المنطقي أن يكون الأول هذا الموسم!

هي دعودة لجمهور هذا الفريق بعدم التفريط في هذه الفرصة التاريخية والالتفاف حول الأزرق وإدارته المجتهدة ومدربه الطموح زينغا، الذي بالفعل غيّر من نفسية اللاعبين وشكل الفريق، ومنحهم روحاً قتالية عالية وإصراراً على طرق الشباك، وأكرر لست مشجعاً نصراوياً لكن لابد من احترام وتقدير المتميزين ورفع القبعات لهم.

shayebbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

الأكثر مشاركة